تعريف التشهد

التشهد في اللغة هو مصدر تشهّد أي تكلم بالشهادتين، وهي قول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ويقصد بالتشهد في اصطلاح الفقهاء على كلمة التوحيد، وعلى التشهد الذي يؤديه المسلم في صلاته.[١]


أنواع التشهد في الصلاة

في الصلاة نوعان من التشهد، ولكل منهما حكم خاص، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[٢]

  • التشهد الأول: ويسمى أيضاً التشهد الأوسط، ويكون في الصلوات الرباعية كالظهر والعصر والعشاء، وفي الصلوات الثلاثية كصلاة المغرب، وموضعه في هذه الصلوات الأربع بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ويأتي أيضاً في الصلاة الثنائية كالفجر، ويؤدى في الركعة الثانية قبل السلام ويكون اسمه التشهد الأخير، وصيغة التشهد الأول في الصلاة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ)،[٣] وقد اختلف الفقهاء في حكم التشهد الأول وما يترتب على من نسيه، فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه واجب من واجباب الصلاة يجب الإتيان به، فإن تركه عمداً فقد بطلت الصلاة، وإن تركه سهواً ونسياناً فيلزمه أن يسجد للسهو عند نهاية الصلاة، وقال الشافعية أنه سنة من سنن الصلاة، فمن تركه فلا شيء عليه.[٤]
  • التشهد الأخير: وهو التشهد الذي يكون في الركعة الأخيرة من الصلاة قبل السلام، وهو ركن من أركان الصلاة، الذي إن تركه عمداً أو سهواً فقد بطلت صلاته ويلزمه إعادتها، ويضيف المصلي هنا بعد أن يقول التشهد الصلاة الإبراهيمية، وهي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٥][٦]


شرح ألفاظ التشهد

فيما يأتي شرح ألفاظ التشهد وبيان دلالاتها:[٧][٨]

  • التحيات لله: جمع تحية، وتعني البقاء والعظمة لله، ويقصد بها الثناء لله تعالى، فهو المستحق لجميع المحامد والثناء، فالعظمة والملك له سبحانه جلّ وعلا.
  • الصلوات: أي الصلوات الخمس المفروضة، وقيل أنه يقصد جميع العبادات والطاعات، من صلوات وأدعية وعبادات.
  • الطيبات: أي الكلمات الطيبة، كذكر الله تعالى، والتحميد والتسبيح والثناء عليه، ونحو ذلك، والأعمال الصالحة التي تؤدى للتقرب إلى الله عزّ وجلّ.
  • السلام عليك أيها النبي: والسلام هي اسم من أسماء الله تعالى، والمقصود أن الله تعالى راض عنك وحفيظ عليك أيها النبي، وهذا السلام موجه من جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • السلام علينا: أي السلام على كل من شهد الصلاة وحضرها، من الإمام والمأمومين والملائكة وغيرهم.
  • وعلى عباد الله الصالحين: أي السلام على عباد الله القائمين على حقوق الله تعالى وحقوق عباده.
  • أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله: وهذه كلمة التوحيد، الشهادتان، حيث سمي التشهد بهذا الاسم لذكرها فيه.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34. بتصرّف.
  2. سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 33. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1276، صحيح.
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 278. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
  6. ابن أبي تغلب، نيل المارب بشرح دليل الطالب، صفحة 139. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6691. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 855. بتصرّف.