الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة هو أن يستشعر المصلي ويتفاعل فيما يقرؤه وما يؤديه من أقوال وأفعال في الصلاة، وأنه دائم الصلة مع ربه جل وعلا،[١] وللخشوع في الصلاة أهمية عظيمة، إذ إنه من علامات انشغال القلب بها، وتفريغ المصلي لها، وتفضيلها على كل ما سواها من الأمور الدنيوية، حيث إنه يحقق لذة الانكسار والخضوع بين يدي الله عزّ وجلّ، واستشعار صلته مع ربه عزّ وجلّ، ورقة قلبه، والخشوع في الصلاة علامة على صلاح العبد واستقامته وسلامة قلبه وطهارته، وهو مظهر من مظاهر الإيمان الذي يورث الخشية والرهبة من الله تعالى فتترك أثراً على سلوك العبد، وعلى علاقته مع ربه علاقته مع الآخرين، وهو صفة من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله تعالى بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)،[٢] وهو من أسباب قبول الصلاة وتعظيم أجرها ومضاعفته، ودفع العقوبة والعذاب الأليم عنه يوم القيامة.[٣]


الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة

هناك العديد من الأسباب والأمور التي تعين المصلي على تحقيق الخشوع في صلاته، وبيان بعض منها كما يأتي:[٤][٥][٦]

  • الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها، بالترديد مع الإمام، وقول الدعاء المشرع بعده، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإتمام الوضوء على أتم وجه، والتبكير في الذهاب إلى المسجد، وانتظار الصلاة بخشوع وطمأنينة.
  • الابتعاد عن حديث النفس أثناء الصلاة، وتجنب التفكير في الأمور الدنيوية، والحرص على التركيز في الصلاة، وما يؤدى من أفعال وأقوال فيها.
  • استحضار عظمة وجلالة الله عزّ وجلّ في الصلاة، وعظمة الوقوف بين يديه تبارك وتعالى.
  • تذكر الموت أثناء الصلاة، والتهيؤ على أنها آخر صلاة يصليها في الدنيا فيؤديها على أتم وأكمل وجه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذكر الموتَ في صلاتِك ، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحريٌّ أن يُحسنَ صلاتَه ، و صلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظنُّ أنَّه يُصلِّي صلاةً غيرَها).[٧]
  • استحضار ما يترتب على الخشوع في الصلاة من أجر وفضل عظيمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).[٨]
  • التدبر في معاني الآيات القرآنية التي يقرؤها في الصلاة، والتفاعل معها والتأثر فيها، والتفكر في الأذكار والأدعية التي يقولها في الصلاة.
  • التأني في القراءة، والترتيل في الآيات، وتحسين الصوت.
  • التنوع في الآيات والسور التي يقرؤها، والأذكار والأدعية التي يقولها في الصلاة، مما يعين على شعور المصلي بتجديد في المعاني، وزيادة في الفائدة، ومنع الكسل.
  • الطمأنينة في الصلاة، وأداء كل ركن من أركان الصلاة بتأني دون استعجال، وترك الحركة والالتفات، وإبقاء النظر إلى موضع السجود، وعدم رفعه إلى السماء.
  • الإكثار من الدعاء في الصلاة، خاصة في السجود، فهو من مواطن إجابة الدعاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٩]
  • الصبر ومجاهدة النفس على الخشوع في الصلاة، فالخشوع ليس بشيء سهل.
  • اختيار المكان والملبس المناسبين للصلاة لئلا ينشغل عن الخشوع.

المراجع

  1. "ما هو الخشوع في الصلاة؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  2. سورة المؤمنون، آية:1-2
  3. "فوائد الخشوع في الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  4. "33 سببا للخشوع في الصلاة "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  5. "كيف تخشع في الصلاة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  6. "الخشوع في الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:849، حسن.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم:228، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.