الصلاة الإبراهيمية هي إحدى صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تقال بألفاظ مخصوصة، وتعد من أفضل صيغ الصلاة على النبي.[١]


صيغة الصلاة الإبراهيمية

ورد في السنة النبوية عدة صيغ للصلاة الإبراهيمية، من أشهرها: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٢][٣]


حكم الصلاة الإبراهيمية في الصلاة

من مواطن الصلاة الإبراهيمية أن يقولها المصلي أثناء صلاته، عند جلوسه للتشهد الأخير، وتعددت آراء الفقهاء الأربعة في حكم قولها، وفيما يأتي بيان ذلك:[٤][٥]

  • الحنفية والمالكية: ذهب الحنفية والمالكية إلى القول بأن الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير سنة من سنن الصلاة، يُندب قولها.
  • الشافعية والحنابلة: ذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بأن الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير ركن من أركان الصلاة، يجب على المصلي أن يقولها، فإن تركها بطلت صلاته، وقالوا أن الأكمل والسنّة بأن يأتي بالصيغة التي ذكرت سابقاً، وأقلها أن يقول: "اللهم صلّ على محمد"، لتحقيق الركن.


فضل الصلاة الإبراهيمية

للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من الفضائل، بيان بعض منها كما يأتي:[٦]

طاعة الله عزّ وجل

تعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طاعةٌ لله تعالى وامتثالٌ لأمره، فهي من أعظم أنواع الذكر والعبادة، مما يؤدي إلى حصول العبد على عظيم الأجر والثواب، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).[٧]


صلاة الله على من يصلي على النبي

إن الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم سبب لصلاة الله تعالى والملائكة على العبد، فصلاة الله: أي ثناء الله على العبد وذكره في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة: أي الدعاء له، حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديثه: (من صلى على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاةً صلى الله عليه وملائكتهُ سبعينَ صلاةً فليقلْ عبدٌ من ذلكَ أو ليكثِرْ).[٨]


مغفرة الذنوب ورفع الدرجات

إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لمحو الخطايا والسيئات ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ).[٩]


نيل شفاعة النبي يوم القيامة

فمن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يكون أولى الناس بشفاعته يوم القيامة والقرب منه، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ أَوْلى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً).[١٠]


توقير النبي صلى الله عليه وسلم

أمر الله عزّ وجلّ عباده بتوقير نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وتكريمه وتشريفه، حيث قال في كتابه: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)،[١١] والصلاة على النبي من أعظم أنواع وعلامات التوقير والتشريف له.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 237-238. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
  3. شحاتة محمد صقر، الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضلها ومعناها وكيفيتها ومواضعها والتحذير من تركها، صفحة 30-34. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 855-856. بتصرّف.
  5. عبد الرحمن الجزيري، الفقة على المذاهب الأربعة، صفحة 241. بتصرّف.
  6. "كنوز وأجور الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  7. سورة الأحزاب، آية:56
  8. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:107، إسناده حسن.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1296، صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:911، أخرجه في صحيحه.
  11. سورة الفتح، آية:9