الفرق بين الفجر والصبح والضحى

الفرق بين الفجر والصبح والضحى

يتساءل العديد من النّاس عن الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح وصلاة الضحى، وسيتمّ تقسيم الحديث عن الفرق بين كلٍّ منهم إلى قسمين رئيسين كما يأتي:

هل هناك فرق بين صلاة الفجر والصبح؟

تجدر الإشارة إلى أنّ صلاة الفجر هي نفسها صلاة الصبح، ولا فرق بينهما، فهي صلاةٌ واحدةٌ وليس كلّ مصطلحٍ منهما يدلّ على صلاة مستقلة، وهي الركعتان المفروضة التي يؤدّيها المسلم عند طلوع الفجر، ويسبقها راتبة الفجر، أي سنّتها، وهي ركعتان كذلك،^[١] ويُطلق على صلاة الفجر أيضاً اسم صلاة الغداة، والصلاة الأولى.^[٢]

ويدلّ على عدم وجود فرقٍ بين صلاة الفجر والصبح ما ثبت في الأحاديث النبوية الشريفة التي أُطلق فيها المصطلحان على نفس الصلاة، ومن ذلك:

• مصطلح صلاة الفجر

ثبت عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا صَلَّى الفَجْرَ جَلَسَ في مُصَلَّاهُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا).^[٣]

• مصطلح صلاة الصبح

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).^[٤]

الفرق بين صلاة الفجر والضحى

أوضحنا فيما سبق أنّ صلاة الفجر هي ذاتها صلاة الصبح، وهي تختلف عن صلاة الضحى من عدّة حيثيات، وتوضيح ذلك فيما يأتي:^[٥]

• من حيث الحكم

صلاة الفجر هي إحدى الصلوات الخمسة المفروضة على المسلم، وهي صلاة جهرية، أمّا صلاة الضحى فهي سنّة يُستحبّ المحافظة عليها.

• من حيث الوقت

يبدأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر، ويُستحبّ أداؤها في وقتها، ويبقى وقتها الاختياري إلى الإسفار، وينتهي بطلوع الشمس، أمّا صلاة الضحى فيبدأ وقتها بعد طلوع الشمس إذا ارتفعت كالرّمح، ويظلّ وقتها إلى قُبيل زوال الشمس، أي قبل دخول وقت صلاة الظهر بربع ساعةٍ تقريباً.

• من حيث عدد الركعات

صلاة الفجر ركعتان مفروضتان، أمّا صلاة الضحى فأقلّها ركعتان، ويجوز للمسلم أن يُصلّيها أربع ركعاتٍ أو ستَّاً أو ثمانية، ولكن يفصل بين كلّ ركعتين بالتسليم.

• من حيث وجوب قضائها إذا فات وقتها

إذا فات وقت الفجر ولم يُصلِّها المسلم بدون عذرٍ أثِم على ذلك، ويجب عليه التوبة وقضاء صلاة الفجر،^[٦] أمّا صلاة الضحى فلا تُقضى إذا فات وقتها عند أكثر أهل العلم، وقال بعضهم بجواز قضائها، ولا يأثم المسلم إذا فات وقتها دون أن يصلّيها.^[٧]

فضل صلاة الفجر (الصبح) وصلاة الضحى

ثبتت العديد من الفضائل العظيمة لصلاة الفجر وصلاة الضحى، وبيانها فيما يأتي:

فضل صلاة الفجر (الصبح)

من أبرز فضائل صلاة الفجر ما يأتي:^[٨]

• قول الله -تعالى-: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)،^[٩] والمقصود هنا صلاة الفجر، ويعني أن القراءة فيها مشهودة هو: أنّ الملائكة تحضرها.

• يبقى صاحبها في ذمّة الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).^[١٠]

• ينال مَن صلّى الفجر ثمّ بقي يذكر الله إلى طلوع الشمس ثمّ صلّى ركعتيّ الضحى الثواب الوارد في قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قعدَ يذكُرُ اللهَ حتى تطلُعُ الشمسُ، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعمرةٍ. قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).^[١١]

• المحافظة عليها مع صلاة العصر سببٌ من أسباب دخول الجنة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).^[١٢]

• تعدل قيام الليل لمن صلّاها في جماعة، لقول النبي الكريم: (... مَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).^[٤]

فضل صلاة الضحى

من أبرز فضائل صلاة الضحى ما يأتي:^[١٣]

• الاقتداء بالنبي الكريم، فقد حثّ عليها ورغّب بالمحافظة عليها، لقول أبي هريرة -رضي الله عنه-: (وْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ).^[١٤]

• تعدل الصدقة بمقدار كل مفصلٍ في جسم صاحبها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).^[١٥]