حكم ستر العورة في الصلاة

الواجب على المسلم إذا أراد أن يصلي أن يستر عورته، إذ إن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، حيث إنه من انكشفت عورته في الصلاة عمداً وهو يقدر على سترها، فتعد صلاته باطلة، ويجب عليه إعادتها حينئذ، حيث قال الله عزّ وجلّ في كتابه: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ)،[١] وقد فسّر الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه الزينة بالثياب التي تستر العورة في الصلاة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ حائضٍ إلَّا بخِمارٍ)،[٢] إذ إن مقصود الحديث أن الله تعالى لا يقبل صلاة المرأة البالغة التي أصبحت مكلّفة لأداء الأوامر الشرعية، وتحاسب على أفعالها، إلا بتغطية رأسها وعنقها، وهذا كله مما يدلل على وجوب ستر العورة في الصلاة،[٣][٤] وتجدر الإشارة إلى أنه يقصد بالعورة في اللغة العيب والنقص، وفي الشرع: هي ما يجب على المسلم والمسلمة ستره، حيث يحرم النظر إليه، فستر العورة هي تغطية ما يقبح ظهوره أمام الناس.[٥]


حد العورة في الصلاة

فيما يأتي بيان عورة كلاً من الرجل والمرأة في الصلاة، التي يجب عليهما سترهما، حيث تختلف عورة كل منهما عن الآخر:[٦]


عورة الرجل في الصلاة

اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، على أن عورة الرجل في الصلاة من السرّة إلى الركبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يَنظُرْ إلى ما دونَ السُّرَّةِ وفوقَ الرُّكبةِ؛ فإنَّ ما تحت السُّرَّةِ إلى الرُّكبةِ منَ العَورةِ)،[٧] إلا أنهم قد اختلفوا في بعض التفصيلات، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • الحنفية: قال الحنفية أن الركبة داخلة في العورة، بخلاف السرّة فهي ليست من العورة.
  • المالكية: قال المالكية أن العورة عند الرجل في الصلاة تنقسم إلى عورة مغلظة، وعورة مخففة، فأما المغلظة فهي (السوءتان: القبل والخصيتان) و(حلقة الدبر)، وما سوى ذلك فهي من العورة المخففة.
  • الشافعية والحنابلة: قال الشافعية والحنابلة أن الركبة والسرّة ليستا من العورة.


عورة المرأة في الصلاة

تعددت آراء الفقهاء في عورة المرأة في الصلاة، وفيما يأتي بيان آرائهم:

  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى أن عورة المرأة في الصلاة هو جميع بدنها، باستثناء وجهها، وكفيها، الظاهر منهما والباطن.
  • المالكية: ذهب المالكية إلى تقسيم عورة المرأة في الصلاة إلى قسمين؛ عورة مغلظة، وعورة مخففة، فأما العورة المغلظة فهي جميع بدنها باستثناء عورتها المخففة وهي صدرها، وما حاذاه من الظهر والعنق والذراعين والرأس، وأطراف يديها وقدميها، ومن الركبة إلى آخر قدمها، أما وجهها وكفّيها ظاهرهما وباطنهما، فهما ليستا من العورة مطلقاً.
  • الشافعية والحنابلة: ذهب كلٌّ من الشافعية والحنابلة إلى أن عورة المرأة في الصلاة هو جميع بدنها، باستثناء وجهها، وأضاف الشافعية كفيها ظاهرهما وباطنهما.


المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:31
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:641، صحيح.
  3. "هل من شروط صحة الصلاة ستر العورة "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  4. "ما هي حدود العورة في الصلاة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 173. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 171-172. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن الدارقطن، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:887، حسن.