• السَّهو لغة: مصدر من الفعل سها ومعناه الغفلة، والخلل، والترك للشيء، والنسيان.[١]أما السهو اصطلاحاً: هو عبارة عن سجدتين يؤديهما المصلي في حال حصل نقص أو خلل في صلاته الفريضة أو النافلة.[٢]
  • وقد شرع الله -تعالى- سجود السهو في الصلاة ترغيماً وقهراً للشيطان الذي يحرص على إفساد صلاة المؤمن، لا سيما وأن الإنسان قد جُبِلَ على الغفلة والخطأ، كما أنه -تعالى- قد شرع ذلك لجبر النقص والخلل الذي قد يصدر من العبد أثناء صلاته.[٣]
  • وممّا تجدر الإشارة إليه أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو أعظم مَن أقام الصلاة قد وقع منه السهو فيها، حيث قال-صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي)، [٤] ويُضاف إلى ذلك أن سجود السهو ممّا انفردت به أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.[٢][٣]


أسباب سجود السهو

هناك العديد من الأسباب التي تستدعي سجود السهو، وهي كما يأتي:[٥][٦]


الزيادة في الصلاة

وتنقسم إلى قسمين هما:

  • الزيادة في الأفعال: اتفق الفقهاء على أنّ المصلي إذا تعمّد الزيادة في أفعال الصلاة نحو: قيام، أو قعود، أو ركوع، أو سجود، بطلت صلاته، أما إذا فعل ذلك سهواً ونسياناً، فيُشرع له الإتيان بسجدتي السهو، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَإِذَا نَسِيَ أحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ).[٧]
  • الزيادة في الأقوال: وتكون الزيادة في الأقوال على ثلاث صور، وهي كما يأتي:
  • الإتيان بقول مشروع من جنس الصلاة في غير محله: وذلك كقراءة الفاتحة في الركوع أو السجود، فيُستحب للمصلي حينئذ الإتيان بسجدتي السهو في حال جمع بين الذكر الواجب والزيادة؛ أي قال ذكر الواجب وهو التسبيح في السجود أو الركوع مع قول الزيادة كقراءة سورة الفاتحة، فإن أتى بالزيادة فقط لزمه الإتيان بسجدتي السهو.
  • التسليم قبل إتمام الصلاة: ففي حال فعل المصلي ذلك عمداً، أو سهواً وقد طال الفصل أو انتقض وضوءه بطلت صلاته، ويجب عليه إعادتها، أما إذا وقع ذلك سهواً من المصلي ولم يطل الفصل ولم ينتقض وضوءه، فإنّه يتم صلاته ثم يسجد للسهو.
  • الإتيان بقول من غير جنس الصلاة: ففي حال وقع ذلك من المصلي عمداً بطلت صلاته بالإجماع، أما إذا كان ذلك سهواً أو جهلاً بتحريمه، فذهب بعض أهل العلم إلى القول بعدم بطلان صلاته، وذهب البعض الآخر إلى بطلان صلاته.


النقص في الصلاة

وينقسم إلى قسمين هما:

  • ترك ركن: وذلك كترك ركوع أو سجود، فإن ترك المصلي ذلك عمداً بطلت صلاته، أما إن كان سهواً ونسياناً يشرع له الإتيان بسجدتي السهو، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الترك إن كان لتكبيرة الإحرام عمداً أو سهواً لم تنعقد الصلاة أصلاً، ويجب إعادتها.
  • ترك واجب: وذلك كترك التسبيح في الركوع أو السجود، فإن ترك المصلي ذلك عمداً بطلت صلاته، أما إن كان سهواً ونسياناً؛ ففي حال تذكّر ما تركه قبل الوصول للركن الذي يليه لزمه الرجوع إليه والإتيان به، أمّا إن تذكّره بعد الوصول للركن الذي يليه فلا يلزمه الرجوع إليه، ويشرع له الإتيان بسجدتي السهو.


الشكّ في الصلاة

تعددت آراء العلماء فيما يقوم به المصلي في حال شكَّ في صلاته نحو الشك في عدد الركعات، أو السجدات، على قولين كما يأتي:

  • المالكية والشافعية ورواية للحنابلة: قالوا بأن المصلي إذا شك في صلاته فعليه البناء على اليقين وهو الأقل، ثم يأتي بما شك فيه ويسجد للسهو، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ).[٨]
  • الحنفية: قالوا بأن المصلي إذا شك في صلاته فعليه البناء على أكبر رأيه وغلبة ظنه، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ)،[٩] ويبني على اليقين وهو الأقل في حال لم يكن لديه رأي.


المراجع

  1. "تعريف وشرح ومعنى السهو بالعربي في معجم المعاني الجامع "، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبدالله الفريح (14-12-2016)، "تعريف سجود السهو والحكمة منه"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب الفقه الإسلامي/حكمة مشروعية سجود السهو:/i582&d918260&c&p1 ".حكمة مشروعية سجود السهو"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:401، صحيح .
  5. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 235-236. بتصرّف.
  6. أمين الشقاوي (9-6-2015)، "سجود السهو: تعريفه وأسبابه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:572، صحيح .
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:571، صحيح.
  9. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:1020، صحيح .