الشروق لغة مصدر من الفعل شَرَقَ، وهو وقت بزوغ الشمس وظهورها،[١] وتُعرّف صلاة الشروق بأنها الصلاة التي يؤديها المسلم بعد ارتفاع الشمس قدر رمح أي بعد مضي اثنتي عشرة أو خمسة عشرة دقيقة على ارتفاع الشمس ويكون بذلك قد انتهى الوقت المنهي فيه الصلاة، وتجدر الإشارة إلى أنّها تسمّى بصلاة الضحى إلّا أنّ الفرق بين التسميتيْن مبني على الوقت الذي يؤدي فيه المسلم الصلاة، فإن صلّى بعد شروق الشمس سمّيت بصلاة الشروق، وإن صلّى بعد ذلك سمّيت بصلاة الضحى، وقد أشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى صلاة الشروق تحديداً من خلال قوله: (من صلَّى الغداةَ في جماعة ، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ ، ثم صلَّى ركعتَين ؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ).[٢][٣][٤]
صلاة الشروق
حكمها
تعدّ صلاة الشروق سنة مؤكدة حثّ عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).[٥][٦]
عدد ركعاتها
ثبت في الأحاديث النبوية أنّ صلاة الشروق قد تًصلّى ركعتان، أو أربع، أو ست، أو ثمان ركعات،[٧] وقد اتفق الفقهاء على أنّ أقلها ركعتان، إلّا أنّه قد تعددت آراؤهم في أكثرها كما يأتي:[٨][٩]
- الحنفية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا أنّ أكثر صلاة الشروق اثنتا عشرة ركعة.
- الجمهور: قال المالكية والشافعية والحنابلة أنّ أكثر صلاة الشروق ثماني ركعات، حيث قال المالكية بكراهة الزيادة على ذلك، وأن أوسط صلاة الشروق ست ركعات.
فضلها
هناك العديد من الفضائل لصلاة الشروق ومنها ما يأتي:[١٠]
- صلاة الشروق قد أقسم الله -تعالى- بوقتها، وإن دلّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على مكانتها العظيمة، فالله -تعالى- لا يُقسم إلّا على عظيم حيث قال -تعالى-: (والضحى).[١١]
- صلاة الشروق تعدل أجر الحج والعمرة تامتين، فمن أدّى صلاة الشروق في وقتها كان له مثل أجر الحاج والمعتمر؛ للحديث الذي تم ذكره سابقاً.
- صلاة الشروق تعدل التصدق عن جميع مفاصل جسم الإنسان، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).[١٢]
- صلاة الشروق سبب لحفظ الله تعالى للعبد المسلم في يومه، فقد تكفّل الله تعالى بحفظه من كل شر وأذى، وضمن له الرزق الحلال الطيب له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (ابْنَ آدمَ اركعْ لي أولَ النهارِ أربعَ ركَعاتٍ أكْفِكَ آخرَه)،[١٣] ومقصود ذلك صلاة الشروق.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى شروق في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3403 ، حسن.
- ↑ مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 8896. بتصرّف.
- ↑ محمد حامد، صلاة الضحى، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1178 ، صحيح.
- ↑ أحمد متولي ، 12 فضيلة من فضائل صلاة الضحى، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ عبد القادر الجيلاني، الغنية لطالبي طريق الحق، صفحة 162. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 225-226. بتصرّف.
- ↑ كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 452-453. بتصرّف.
- ↑ محمد حامد، صلاة الضحى، صفحة 5-8. بتصرّف.
- ↑ سورة الضحى، آية:1
- ↑ رواه مسلم، في صيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو ذر الغفاري وأبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:475، صحيح.
