صلاة التراويح

التراويح في اللغة: جمعٌ، والمفرد منها: ترويحةٌ، ويُراد بها ترويحة النَّفس واستراحتها،[١] بعد المشقّة والتعب، ويُراد بصلاة التراويح في الشَّرع: صلاة القيام التي تؤدّى في شهر رمضان، وسميّت بصلاة التراويح؛ لأنّ المسلمين كان يُطيلون القيام في ركعاتها ويجلسون للاستراحة بعد كلّ أربع ركعاتٍ منها.[٢]


كم عدد ركعات صلاة التراويح؟

اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ بيانهما آتياً:[٣][٤]

  • جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ القيام في رمضان -أي صلاة التراويح- يكون بعشرين ركعةً، استدلالاً بعمل المسلمين زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، إذ كانوا يقيمون ليالي رمضان بعشرين ركعة، ثمّ جمعهم على إمامٍ واحدٍ بعشرين ركعةً، ولم يُنكر أي صحابي عمل ابن الخطّاب؛ فيكون إجماعاً منهم وإقراراً له على فعله، وصرّح الحنابلة بعدم جواز القيام بأقل من عشرين ركعةً، مع جواز الزيادة عليها، وقد خالف الكمال بن الهمام الحنفيّ مذهبه؛ فقال إنّ السنّة في صلاة التراويح أن تكون بإحدى عشرة ركعةً مع ركعة الوتر وأن تؤدّى جماعةً، وقد استدلّ بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يقوم في رمضان وغيره بإحدى عشرةً ركعةً، وفي رمضان جماعةً، ثمّ ترك ذلك خشيةً من الاعتقاد بوجوب ذلك، ولو لم يخشَ ذلك لواظب واستمرّ على عمله -عليه الصلاة والسلام-.
  • المالكية: قالوا إنّ أداء صلاة التراويح إمّا بعشرين ركعةً أو بستٍ وثلاثين ركعة، والأمر في ذلك واسعٌ، وقد استدلّوا بأنّ المسلمين كانوا يقومون ليالي رمضان بعشرين ركعة زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وعلى ذلك استمرّ عمل أهل المدينة، وبستٍ وثلاثين ركعة زمن عمر بن عبدالعزيز دون ركعتي الشفع وركعة الوتر.
  • شيخ الإسلام ابن تيمية: قال إن عدد ركعات صلاة التراويح يختلف باختلاف حال المصلّين، فإن كانوا قادرين على القيام الطويل فيقومون بعشر ركعاتٍ ثمّ بثلاث ركعاتٍ وتراً، استدلالاً بفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يقوم الليل بإحدى عشرة ركعةً أو ثلاث عشرة ركعةً في رمضان وغيره، وهو الأفضل في حقّ المسلمين، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)،[٥] وأخرج أيضاً عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كَانَتْ صَلَاةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي باللَّيْلِ)،[٦] وأضاف جواز القيام في رمضان بعشرين ركعةً كما ورد عن أكثر المسلمين، كما أنّ القيام بعشرين حالاً وسطاً بين العشر ركعات والأربعين ركعةً، ويجوز أيضاً القيام بأربعين ركعةً، ويجوز للمسلم القيام في رمضان بأيّ عددٍ من الركعات دون كراهةٍ.


المراجع

  1. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، صلاة التراويح، صفحة 27. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 135. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 145-141. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 476-475. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3569، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1138، صحيح.