كيفية الاستيقاظ لصلاة الفجر

يجدر بالمسلم المحافظة على أداء صلاة الفجر في وقتها، وعدم التهاون فيها، وإن مما يعين على الاستيقاظ على صلاة الفجر وأدائها في وقتها المحدد عدة أمور، من أهمها ما يلي:[١][٢]


إخلاص النية لله -تعالى-

ينبغي للمسلم أن يستحضر نية الاستيقاظ على صلاة الفجر، وأن يخلص فيها لوجه الله -تعالى-، وأن يصدق فيها لأدائها في وقتها، وأن يعزم عند نومه على القيام لصلاة الفجر، فإخلاص النية خير دافع للاستيقاظ على الصلاة، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).[٣][٤]


البعد عن المعاصي

ينبغي للمسلم أن يبتعد عن المعاصي، ويتجنّب ارتكابها، إذ إنها تصرف المسلم عن فعل العبادات والطاعات، وتحرمه من لذة الطاعة، والخشوع فيها، فلا يتوفّق لفعلها، فالحرص على ترك المعاصي والذنوب، ودوام التوبة منها، من أهم الأسباب التي تعين على الاستيقاظ على صلاة الفجر والمحافظة عليها.


التذكر الدائم لفضيلة صلاة الفجر

إن استحضار فضائل صلاة الفجر، واستشعار فضيلة المحافظة عليها، والتذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر، ومعرفة الأجر المترتب على فعلها وأدائها في وقتها، وتذكّر فضيلة المحافظة عليها في جماعة، خير كفيل للاستيقاظ على وقتها، والالتزام في أدائها.


حيث قال -تعالى-: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)،[٥] أي أن صلاة الفجر يشهدها ويحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)،[٦] وبالمقابل على المسلم أن يدرك الآثار المترتبة على تخلّفه عن صلاة الفجر، من فواته الأجر العظيم، والمنافع والفوائد الدنيوية والدينية، واستحقاقه الإثم والعقاب.


النوم على طهارة وقراءة الأذكار

يجدر بالمسلم أن يحرص على النوم على الطهارة؛ وذلك بأن يتوضأ ويصلي ركعتين قبل أن ينام، وأن يحافظ على ذكر الله -تعالى قبل نومه، ويقرأ أذكار النوم، مثل آية الكرسي، وسورة الفاتحة، والمعوذتين، والأذكارة المأثورة، ونحو ذلك، والنوم على شقّه الأيمن، وغير ذلك من آداب النوم.


الأخذ بالوسائل المعينة للاستيقاظ على الصلاة

يجدر بالمسلم أن يأخذ بأهم الأسباب والوسائل التي تعينه على الاستيقاظ على صلاة الفجر، كالنوم مبكراً وتجنب السهر لساعات متأخرة، واجتناب الأكل قبل النوم، والاستعانة بالمنبه، بأن يكون رنينه واضح وصوته عالٍ، واتخاذ الرفقة الصالحة التي تقوم بتذكيره بموعد صلاة الفجر، من خلال الاتصال بالهاتف، أو الرسالة النصية، أو التوجّه إلى المسجد معاً.


تعظيم أمر الصلاة في القلب

ينبغي على المسلم أن يعظّم أمر الصلاة في قلبه، ويجاهد نفسه ويحارب الشيطان ووساوسه، حتى يتنعم ويتلذذ بالصلاة والمناجاة، فإن المسلم إذا عظّم الصلاة في قلبه هان عليه الاستيقاظ لصلاة الفجر.


التوجه إلى الله بالدعاء

إن مما يعين المسلم على الاستيقاظ لصلاة الفجر، أن يتوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء، ويلتجأ إليه بأن يمنّ عليه بفعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات، وأن يتوكلّ على الله ويستعين به بأن يُجنّبه وساوس الشيطان ويعينه على التقرب إليه، فالدعاء من أعظم أسباب التوفيق والقبول.[٧]


المراجع

  1. محمد المقدم، لماذا نصلي، صفحة 8-17. بتصرّف.
  2. عبد الله الجبرين، جبر الكسر في الأسباب المعينة لأداء صلاة الفجر، صفحة 8-11. بتصرّف.
  3. سورة البينة، آية:5
  4. ابن عثيمين، اللقاء الشهري، صفحة 18. بتصرّف.
  5. سورة الإسراء، آية:78
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، صحيح.
  7. أحمد متولي، 50 وسيلة وفكرة معينة على صلاة الفجر، صفحة 54-55. بتصرّف.