الوضوء الأكبر

يطلق مصطلح الوضوء الأكبر على الطهارة من الحدث الأكبر، وهو الغسل، إلا أن هذا المصطلح لم يرد في كتب الفقه، فهو مصطلح شاع بين الناس، ففي الفقه الإسلامي لا يوجد ما يسمى بالوضوء الأكبر والأصغر، والذي ورد في الفقه هو مصطلحي الحدث الأصغر والحدث الأكبر، فالوضوء هو الطهارة من الحدث الأصغر، والغسل هو الطهارة من الحدث الأكبر.[١]


كيفية الوضوء الأكبر

يتحقق الحدث الأكبر عند حدوث الجنابة، والحيض، والنفاس، وهذه هي الأسباب الثلاثة التي توجب الوضوء الأكبر وهو الغسل،[٢] وللغسل كيفيتان، كيفية مجزئة واجبة، وكيفية كاملة مستحبة، وتفصيل ذلك كما يأتي:[٣]

  • كيفية الغسل المجزئة: وهي أن ينوي المحدث الطهارة من الحدث الأكبر، سواء كان السبب الجنابة، أو الحيض، أو النفاس، ثم يقوم بتعميم جميع بدنه بالماء مرة واحدة، ويجب عليه أن يحرص على وصول الماء إلى المواضع التي لا يصل إليها الماء بسهولة، كأسفل الإبطين، وباطن الركبتين، وأن يتأكد من وصول الماء إلى أصول شعره.
  • كيفية الغسل الكاملة: فيكون بأداء مجموعة من الخطوات على الترتيب، وهي كما يأتي:
  • أن ينوي بقلبه نية الطهارة من الحدث، أيّا كان السبب.
  • يسمي بالله تعالى.
  • يغسل يديه ثلاث مرات.
  • يغسل فرجه وهو موضع النجاسة ثلاث مرات.
  • يتوضأ وضوءاً كاملاً كما يتوضأ للصلاة.
  • يصب الماء على رأسه ثلاث مرات، ويقوم بتدليك شعره بأصابعه، ويتأكد من وصول الماء إلى أصول شعره.
  • يفيض الماء على جميع بدنه، فيبدأ بغسل الشق الأيمن من جسده، ثم ينتقل إلى الشق الأيسر.
  • يقوم بتدليك جميع بدنه بالماء، ويتأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء جسمه.


وقد جاءت هذه الكيفية في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ)،[٤] وقالت أيضاً: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، دَعَا بشيءٍ نَحْوَ الحِلَابِ فأخَذَ بكَفِّهِ، بَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ الأيْسَرِ، ثُمَّ أخَذَ بكَفَّيْهِ، فَقالَ بهِما علَى رَأْسِهِ).[٥]


أهمية الطهارة في الإسلام

الطهارة في الدين الإسلامي لها أهمية كبيرة وشأن عظيم، سواء كانت الطهارة حقيقية، وهي الطهارة التي تتعلق بإزالة النجاسات، من الثوب والبدن والمكان، أو كانت الطهارة حكمية التي تتعلق برفع الحدث، سواء كانت الطهارة من الحدث الأصغر وهو الوضوء، أو كانت الطهارة من الحدث الأكبر وهو الغسل، وقد حرص الإسلام على الاهتمام بالنظافة والطهارة، حيث جعل للطهارة أحكاماً وآداباً وشروطاً، فكتب الفقه الإسلامي امتلأت بأحكام الطهارة وتفاصيلها، وقد أمر الله تعالى بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)،[٦] وأثنى على المتطهرين وامتدحهم بأنه يحبهم فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[٧] وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الطهارة نصف الإيمان فقال: (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ)،[٨] والطهارة شرط من شروط صحة أكثر العبادات، كالصلاة والطواف، وغير ذلك من العبادات، وهذا كله يدل على عظم الطهارة وأهميتها في الإسلام.[٩][١٠]


المراجع

  1. "لا وجود لعبارة (الوضوء الأكبر) في مصطلحات الفقهاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  2. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 308. بتصرّف.
  3. "صفة الاغتسال من الحدث الأكبر"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:272، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:318، صحيح.
  6. سورة المدثر، آية:4
  7. سورة البقرة، آية:222
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:223، صحيح.
  9. "أهمية الطهارة والنظافة في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.
  10. "أهمية الطهارة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2021. بتصرّف.