الكيفية العامّة لسجود التلاوة

يُسنّ لمَن قرأ آيةً فيها سجدة أو سمعها أن يسجد سجود التلاوة،[١] ولا تختلف كيفية سجود التلاوة عن كيفية السجود في الصلاة من حيث سننها وأركانها المتمثّلة بوضع اليدين والركبتين وأصابع القدمين والجبهة والأنف على الأرض، وإبعاد البطن عن الفخذين، ورفع الكوعين عن الأرض، وتوجيه الأصابع نحو القبلة، ونحوها من الأمور المتعلّقة بصفة السجود ذاته.[٢]


وينقسم الحديث عن كيفية سجود التلاوة إلى قِسمين: الأول هو صفتها خارج الصلاة، والثاني صفتها داخل الصلاة، وهذا المقال يستعرض القسمين بشيء من التّفصيل.


كيفية سجود التلاوة خارج الصلاة

ذكرنا فيما سبق أنّ كيفية أداء سجدة التلاوة لا تختلف عن كيفية السجود العادي، أمّا ما يتعلّق بالكيفية التفصيلية من التكبير للسجود والدعاء فيه والتسليم منه خارج الصلاة فبيانه فيما يأتي:[٣]

  • القيام لسجود التلاوة: تعدّدت آراء الفقهاء في حكم القيام لسجود التلاوة إذا كان المسلم جالساً، وتوضيح ذلك فيما يأتي:
  • المالكية والشافعية: قالوا لا يُشرع القيام لسجود التلاوة إذا كان المرء جالساً.
  • الحنفية: قالوا يُستحبّ القيام لسجود التلاوة.


  • تكبيرة الإحرام لسجود التلاوة:
  • جمهور الفقهاء: قالوا لا تُشرع تكبيرة الإحرام لسجود التلاوة.
  • الشافعية: قالوا إن تكبيرة الإحرام شرطٌ لصحّة سجود التلاوة.


  • التكبير للنزول والرّفع للسجود: ذهب الفقهاء الأربعة في المعتمد في مذاهبهم إلى القول بأنّ التكبير للخفض إلى السجود والرّفع منه سُنّة.


  • رفع اليديْن مع التكبير:
  • الحنفية والمالكية: قالوا لا يُشرع رفع اليدين مع التكبير لسجود التلاوة.
  • الشافعية: قالوا يُسنّ رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام لسجود التلاوة فقط، بينما لا يُشرع رفع اليدين في تكبيرة الخفض للسجود.


  • الدعاء في سجود التلاوة:[٤]
  • يجوز للمسلم أن يُسبّح الله -تعالى- في سجود التلاوة كما يُسبّحه في سجود الصلاة.
  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولُ في سجودِ القرآنِ بالليلِ: سجدَ وجهي للذِي خلقهُ، وشقَّ سمعهُ وبصرهُ، بحولهِ وقوتهِ).[٥]
  • (سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا)،[٦] وهو قول الشافعية.
  • (اللَّهمَّ اكتُب لي عندَكَ بِها أجرًا، واجعلها لي عندَكَ ذُخرًا، وضع عنِّي بِها وِزرًا، واقبَلها منِّي كما قبِلتَ مِن عبدِكَ داودَ).[٧]


  • التسليم من سجود التلاوة:
  • الحنفية والمالكية: لا يُشرع التسليم من سجود التلاوة.
  • الشافعية: قالوا إن التسليم واجبٌ أو شرطٌ لصحة سجود التلاوة، وتُجزئ تسليمة واحدة.


كيفية سجود التلاوة داخل الصلاة

إذا قرأ المُصلي آية سجدةٍ في الصلاة يُسنّ له السجود، ولكنّه يتبع إمامه إذا كان في صلاة الجماعة، ويُشترط في سجود التلاوة ما يُشترط لسجود الصلاة من حيث الأركان والسنن والكيفية عموماً، وقد اتّفق الفقهاء على أنّ مَن أراد السجود للتلاوة وهو يُصلّي فإنّه يُكبّر للخفض إليه، ويُكبّر كذلك للرفع منه، ولا يُشرع عند جمهور الفقهاء رفع اليدين مع التكبير لسجود التلاوة.[٨]


واستحبّ الفقهاء أن يُكمل المصلّي شيئاً من القرآن بعد قيامه من سجود التلاوة قبل أن يُكبّر للركوع، ويرى الحنفيّة أنّ سجدة التلاوة تؤدّى في الصلاة بسجودٍ أو ركوع، فالركوع عندهم يُجزئ عن سجود التلاوة بشرط أن يكون غير ركوع الصلاة.[٢]

المراجع

  1. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 219، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أحكام سجدة التلاوة في الصلاة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2023. بتصرّف.
  3. صالح اللاحم، سجود التلاوة وأحكامه، صفحة 132-146. بتصرّف.
  4. سعيد القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 38. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3425، حسن صحيح.
  6. سورة الإسراء، آية:108
  7. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:603، أخرجه في صحيحه.
  8. "صفة أداء سجدة التلاوة في الصلاة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2023. بتصرّف.