تعريف الأذان وحُكمه

الأذان لغة: هو الإعلام، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجّ)،[١] أمّا الأذان اصطلاحاً: فهو إعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة المفروضة، وذلك بألفاظ وصفة معينة قد ثبتت في السنة النبوية، وقد اتفق العلماء على مشروعية الأذان وأنّه من الشعائر الإسلامية، كما أجمعوا على أنّ حكم الأذان فرض كفاية؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ)،[٢][٣][٤] وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الأذان ليس عبارة عن ألفاظ يُنادى بها وحسب، وإنّما شرعه الله -تعالى- لتحقيق العديد من الحكم ومنها: تذكير المسلمين بالتوحيد ليلاً ونهاراً، والتعريف أنّ البلاد إسلامية، وإعلام المسلمين بوقت الصلاة، ودعوتهم لصلاة الجماعة، وتنبيه الغافلين عنها.[٥]


كيف شرع الأذان في الإسلام؟

  • عندما هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة صعب على المسلمين معرفة الوقت الذي يعمد فيه رسول الله إلى تأدية صلاته فيفوتهم بذلك أجر صلاة الجماعة معه، فأخذوا بالتشاور فيما بينهم بما يُعينهم على معرفة أوقات صلاته -صلّى الله عليه وسلّم-، فأشار بعضهم بالناقوس، وبعضهم بالبوق، وبعضهم بالدف، وبعضهم بإشعال النار، إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد كره جميع ذلك لكون الناقوس للنصارى، والبوق لليهود، والدف للروم، وإشعال النار للمجوس.[٦]
  • فقام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد أصابه الهمّ لذلك، وعندما أمر بضرب الناقوس لجمع الناس للصلاة، رأى عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في منامه رجلاً يحمل ناقوساً، وطلب إليه شراء الناقوس منه لدعوة الناس للصلاة، فأخبره الرجل أنّه سوف يدلّه على ما هو خير وأفضل من الناقوس لدعوة الناس إلى الصلاة، وأخذ الرجل يردد على مسامعه ألفاظ الأذان.[٧]


وتجدر الإشارة إلى أمرين:[٧]

  • أوّلهما: أنّ ذلك قد ثبت عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- حيث قال: (لمَّا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالناقوسِ يعملُ ليضربَ به للناسِ لجمعِ الصلاةِ ، طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحملُ ناقوسًا في يدِه ، فقلتُ : يا عبدَ الله ، أتبيعُ الناقوسَ ؟ قال : وما تصنعُ به ؟ فقلتُ : ندعو به إلى الصلاةِ . قال : أفلا أدلك على ما هو خيرٌ من ذلك ؟ فقلتُ : بلى ، فقال : تقولُ : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ . أشهدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ . أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ ، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ . حيَّ على الصلاةِ ، حيَّ على الصلاةِ ، حيَّ على الفلاحِ ، حيَّ على الفلاحِ . اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ)،[٨] وفي صباح اليوم التالي همّ عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- بإخبار رسول الله بما رآه فقال له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنها لرؤيا حقٌّ إنْ شاء اللهُ ، فقم مع بلالٍ ، فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤذِّنْ به فإنه أندى صوتًا منكَ).[٨]
  • ثانيهما: أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد رأى مثل رؤيا عبد الله بن زيد لقوله -رضي الله عنه-: (فقمتُ مع بلالٍ فجعلتُ ألقيه عليه ويؤذنُ به ، فسمع ذلك عمرُ بنُ الخطابِ ، وهو في بيتِه فخرج يجرُّ رداءَه يقولُ : والَّذي بعثكَ بالحقِّ يا رسولَ اللهِ لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِيَ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : فللهِ الحمدُ).[٨]


المراجع

  1. سورة الحج، آية:27
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008 ، صحيح.
  3. "حُكمُ الأذانِ، وحُكمُ الصَّلاةِ بدونه، وما إذا اتُّفِقَ على ترْكه"، الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2021. بتصرّف.
  4. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 165. بتصرّف.
  5. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 387. بتصرّف.
  6. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 281. بتصرّف.
  7. ^ أ ب عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 168. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت رواه النووي، في الخلاصة، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم:275 ، صحيح.