ماذا يفعل الإمام بعد الصلاة؟

يسن للإمام بعد التسليم من الصلاة أن يستغفر الله ثلاث مرات، ويقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"، اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في الحديث: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ)،[١] ثم يلتفت إلى المصلين، تارة عن اليمين وتارة عن الشمال، أو يلتفت بكامل وجهه لهم، استدلالاً بما رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ)،[٢]ويجلس مدة يسيرة قبل انصرافه؛ لِما روته أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ في مَكَانِهِ يَسِيرًا)،[٣] وتكمُن الحكمة من استقبال الإمام للمصلين هو تعليمهم أمور دينهم، وإعلام الداخل للمسجد بانقضاء الصلاة، وهذا كله من التواضع وعدم الترفع على المصلين.[٤][٥]


واجبات الإمام

يترتب على الإمام مجموعة من الواجبات والآداب، ينبغي أن يحرص عليها، وفيما يأتي بيان ذلك:[٦]


العلم والمعرفة

فينبغي على الإمام أن يكون على علم ومعرفة بالعقيدة الصحيحة، وأمور الإيمان وأساسياته، والأحكام الفقهية الشرعية؛ وذلك حتى يكون قادراً على تصحيح ما يفعله الناس من أخطاء في عباداتهم، والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم، وعليه أن يكون على علم باللغة العربية عارفاً بها؛ ليكون قادراً على إلقاء المواعظ والخطب بأسلوب واضح وبليغ.


أداء الصلاة بالصورة الصحيحة

فيجب على الإمام أن يؤدي صلاته على الوجه الأتم والأكمل، دون أن ينقص شيئاً منها، اقتداءً بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما صَلَّيْتُ ورَاءَ إمَامٍ قَطُّ أخَفَّ صَلَاةً، ولَا أتَمَّ صَلَاةً مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)،[٧] فيسنّ للإمام أن يخفف في الصلاة، بحيث لا يطيلها ولا يسرع فيها، بل تكون صلاة معتدلة مطمئنة؛ وذلك كله لمراعاة ظروف المصلين وأحوالهم، فمنهم الكبير والصغير والمريض، وغيرهم، وأن يحرص أيضاً على تسوية الصفوف وإقامتها، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.


الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فينبغي على المصلي أن يحرص على تقديم النصيحة للناس، وتعليمهم أمور دينهم الضرورية، التي يجب عليهم أن يكونوا على علم بها، كأساسيات التوحيد والإيمان، وأحكام الطهارة والصلاة، وغير ذلك من العبادات، وأن يحرص على إقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ونحو ذلك، ومما ينبغي على الإمام أيضاً أن يحرص على توثيق العلاقات الإجتماعية بين المصلين، ونشر المحبة والمودة فيما بينهم، ويسعى دائماً إلى الإصلاح، ومنع النزاع والشقاق والفساد.


تفقد أحوال الناس

فينبغي على الإمام أن يقوم دائماً بتفقد أحوال الناس والسؤال عنهم، فيتفقد المرضى ويزورهم، ويتفقد المتهاونين في الصلاة، ويقوم بنصحهم، ويتفقد الفقراء والمساكين، وكل من يحتاج إلى مساعدة، ويسعى في تحقيق حاجاتهم، ويحثّ المصلين على ذلك والتعاون فيما بينهم.

المراجع

  1. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصفحة أو الرقم:591، صحيح.
  2. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم:709، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:849، صحيح.
  4. "التفات الإمام بعد السلام من الصلاة إلى المأمومين ."، الإسلام سؤال وجواب، 17-09-2014، اطّلع عليه بتاريخ 1/10/2021. بتصرّف.
  5. أبو مالك كمال بن السيد سالم ، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 563-564. بتصرّف.
  6. "الإمامة حقوق وواجبات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/10/2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:469، صحيح.