ماذا يقرأ في سنة الفجر والمغرب؟

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قراءة سورتي الإخلاص والكافرون بعد سورة الفاتحة في ركعتي سنة صلاة الفجر وصلاة المغرب، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- قراءة الآية رقم مائة وست وثلاثين من سورة البقرة، والآية رقم أربع وستين من سورة آل عمران في ركعتي سنة الفجر، وآتياً بيان ذلك مع الدليل الصحيح:


قراءة سورة الكافرون والإخلاص

يسن للمسلم عند أدائه ركعتي سنة الفجر أو سنة المغرب أن يقرأ بعد الفاتحة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، وقد دلّ على ذلك ما حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: (ما أُحصي ما سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يقرأُ في الرَّكعتَيْن بعد المغربِ ، وفي الرَّكعتَيْن قبل صلاةِ الفجرِ بـــــ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)،[١] وما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}).[٢][٣]


قراءة آية قولوا آمنا بالله، وآية تعالوا إلى كلمة سواء

يسنّ للمسلم أن يقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر بعد سورة الفاتحة قول الله -تعالى- من سورة البقرة: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[٤] وأن يقرأ في الركعة الثانية قول الله -تعالى- من سورة آل عمران: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).[٥][٦]


وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُولوا آمَنَّا باللَّهِ وَما أُنْزِلَ إلَيْنَا}[البقرة:136]، وَالَّتي في آلِ عِمْرَانَ: {تَعَالَوْا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بيْنَنَا وبيْنَكُمْ}[آل عمران:64]).[٧]


الحكمة من قراءة سورتي الكافرون والإخلاص

نصّ أهل العلم أن الحكمة من قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنة الفجر والمغرب اشتمال هاتين السورتين على إقرار التوحيد والعبادة لله -عزّ وجلّ-، والبراءة من الكفر وأهله، وإثبات صفات الكمال لله -سبحانه وتعالى-، ونفي صفات النقص عنه، فكان -عليه الصلاة والسلام- يفتتح بهما النهار في سنة الفجر، ويختتمه بهما في سنة المغرب، كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- التخفيف في القراءة في هذين الوقتين فناسب أن تقرأ في سنة المغرب والعشاء.[٨][٩]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:431، حديث حسن صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:726 ، حديث صحيح.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 411. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:136
  5. سورة آل عمران، آية:64
  6. ابن القاسم الغزّي، حاشية الشيخ إبراهيم البيجوري، صفحة 255. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:727، حديث صحيح.
  8. "شرح حديث رمقتُ رسولَ اللَّهِ عشرينَ مرَّةً"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2022. بتصرّف.
  9. ، يستحب قراءة سورتي "الكافرون,) رواه مسلم (726) . "يستحب قراءة سورتي الكافرون والإخلاص في سنتي الفجر والمغرب"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2022. بتصرّف.