إنّ الصلاة من أجلّ العبادات وأعظم القربات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وقد شرع الله -تعالى- لعباده المسلمين علاوةً على الصلوات الفرائض، صلوات النوافل التي يؤدّيها المسلم تطوّعًا لله -تعالى- ومن صلوات النوافل ذات الفضل العظيم: صلاة الضحى.


ما يُقرأ في صلاة الضحى

تعدّدت أقوال الفقهاء حول السور التي يُستحبّ للمسلم قراءتها في صلاة الضحى، وآتيًا بيان أقوالهم:[١]

  • القول الأول: استحباب قراءة سورة الشمس، وسورة الضحى، وتسمّيان بسورة الضحى؛ لورود كلمة الضحى فيها.
  • القول الثاني: استحباب قراءة سورة الإخلاص، وسورة الكافرون في صلاة الضحى، فذهب أصحاب القول إلى أنّ قراءة سورتي الإخلاص والكافرون أولى من قراءة سورتي الشمس والضحى؛ لأنّ سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وسورة الكافرون تعدل ربعه.


مسائل متعلّقة بصلاة الضحى

حكم صلاة الضحى

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ صلاة الضحى نافلةٌ مستحبَّةٌ، واختار المالكيّة والشافعيَّة أنّها سنَّةٌ مؤكَّدةٌ، واستدلوا على ذلك بجملةٍ من الأحاديث النبويَّةٍ، ومنها:[١]

  • ما رواه أبو ذرٍّ الغفاريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).[٢]
  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).[٣]


وقت صلاة الضحى

يبدأ وقت صلاة الضحى من حين ارتفاع الشمس في السماء قدر رمحٍ، ويستمرّ إلى وقت الزوال؛ وهو الوقت الذي تبدأ فيه الشمس بالزوال من وسط السماء باتّجاه الغرب، أمّا وقت الأفضليّة؛ فيستحبّ أن يؤخّر المسلم أداءها إلى أن ترتفع الشمس ويشتدّ الحرّ.[٤]


عدد ركعات صلاة الضحى

اتّفق الفقهاء على أنّ أقلّ صلاة الضحى ركعتان، وتعدّدت أقوالهم في أكثرها؛ لتعدّد الروايات الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في أدائه لها، حيث نقل عنه أنّه أدّاها بثماني ركعاتٍ، ورُوي عنه أنّه أدّاها باثنتي عشرة ركعةً، وذهب عددٌ من الفقهاء، ومنهم: أبو جعفر الطبري، والروياني من الشافعية إلى أنّه لا حدّ لعدد ركعاتها، وإن صلّى المسلم الضحى بأكثر من ركعتين؛ فإنّه يؤدّيها ركعتين ركعتين؛ أي يسلم بعد كلّ ركعتين.[٤]


فضل صلاة الضحى

حثّنا النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أداء صلاة الضحى، والمحافظة عليها، وتُسمّى كذلك بصلاة الأوّابين، ومن فضل صلاة الضحى أنّها تعدل ثلاثمئة وستين صدقةً -كما ورد في حديث أبي ذرٍّ سابق الذكر-، وأنّ من يؤدّي صلاة الضحى في أوّل النهار، يكفيه الله -تعالى- آخره؛ أي يكفيه ويبعد عنه همّه وما يُقلقه، كما جاء في الحديث القدسيّ الذي يرويه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن ربّه -عزّ وجلّ-: (ابنَ آدمَ اركعْ لي أربعَ ركَعاتٍ من أولِ النهارِ أكْفِكَ آخِرَه).[٥][٦]


المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 221-227. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، حديث صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب سيد سابق، فقه السنة، صفحة 210-211.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي الدرداء وأبي ذر، الصفحة أو الرقم:475، حسن غريب.
  6. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 3. بتصرّف.