شرع الله -سبحانه وتعالى- الصلاة عبادةً جليلةً، عظيمة الأجر، يتقرّب بها المسلم إليه -سبحانه وتعالى-، وكان من الصلوات المشروعة زيادةً على الفرض: النوافل والسنن، وفيما يأتي حديثٌ عن النوافل المطلقة والسنن الرواتب والفرق بينهما.


الفرق بين السنن الرواتب والنوافل

يتمثّل الفرق بين السنن الرواتب والنوافل في أنّ السنن الرواتب سنن مؤكَّدةٌ، وهي متعلِّقةٌ ومقرونةٌ بالفرائض؛ حيث تؤدّى قبل الفرائض أو بعدها، أمّا النوافل؛ فهي الصلوات ما عدا الفرائض والسنن الرواتب التي يؤدّيها المسلم تطوُّعًا وزيادةً على المطلوب، وقد يُطلق في بعض الأحيان لفظ النوافل على كلّ الصلوات غير المفروضة؛ فيدخل فيها بذلك السنن الرواتب وكلّ الصلوات من غير الفريضة، فتكون النوافل بذلك وصفًا عامًّا، والسنن الرواتب داخلةً فيه.[١]


السنن الرواتب وفضلها

تعريف السنن الرواتب

هي الركعات التي يؤدّيها المسلم قبل بعض الفرائض أو بعدها،[٢] وسمّيت السنن الرواتب بهذا الاسم؛ لكونها دائمةً مستمرَّةً باستمرار الفرائض وتابعةً لها، وقد تعدّدت أقوال الفقهاء في عدد السنن الرواتب؛ فمنهم من قال إنّها اثنتا عشرة ركعةً: ركعتين قبل فرض الفجر، وأربع ركعاتٍ قبل فرض الظهر واثنتين بعده، واثنتين بعد فرض المغرب، واثنتين بعد فرض العشاء، ومن العلماء من قال إنّ السنن الرواتب عشر ركعاتٍ؛ حيث قصر سنّة الظهر القبليّة على ركعتين بدلًا من أربع ركعاتٍ.[٣]

فضل السنن الرواتب

إنّ لأداء السنن الرواتب فضلًا عظيمًا، وقد وردت في ذلك أحاديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- منها ما روته عنه أمّ حبيبة -رضي الله عنها- أنّه قال: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ)،[٤] وقد حافظ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أداء هذه السنن، وخاصَّةً ركعتي سنّة الفجر؛ حيث كان يتعهّدها ويحافظ على أدائها حتى في سفره، كما روت عنه أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- من قولها: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٥][٣]


النوافل وفضلها

ما هي الصلوات النوافل؟

الصلوات النوافل هي ما يؤدّيه المسلم من ركعاتٍ غير الفريضة والسنن الرواتب؛ تطوّعًا لله -تعالى-،[٢] ومن الأمثلة على الصلوات النوافل: صلاة الضحى، وصلاة الاستخارة، وقيام الليل، وكلّ ركعاتٍ يؤدّيها المسلم تطوّعًا منه بقصد التقرّب إلى الله -سبحانه وتعالى-.[١]


فضل أداء النوافل

إنّ لتطوّع المسلم بأداء النوافل فضلًا عظيمًا يعود عليه؛ فإنّ المسلم بمواظبته وحرصه على أداء النوافل يكسب يفوز برضا الله -تعالى- ومحبّته له، فقد ورد في الحديث القدسيّ الذي يرويه النبيّ -عن الله -تبارك وتعالى- أنّه قال: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)،[٦][٧] وبالإكثار من النوافل يكون المسلم أكثر قربًا من الله -تعالى- وصلةً به؛ فأقرب ما يكون المسلم من ربّه -تعالى- في سجوده.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "الفرق بين النوافل والرواتب"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589-590. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 346-349. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:1169، حديث صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، حديث صحيح.
  7. صلاح عامر قمصان (23/4/2018)، "فضل صلاة النافلة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.