شرع الله تعالى صلوات النوافل لتكميل النقص والخطأ الحاصلان في الصلوات المفروضة، حيث حثّت الشريعة الإسلامية على المحافظة على النوافل، وبيّنت الأجور المترتبة على فعلها، ومن هذه النوافل، صلاة التراويح وصلاة الوتر، وهما تعتبران من قيام الليل.


ماالفرق بين الوتر والتروايح؟

الفرق بينهما من حيث التعريف

  • صلاة التراويح: التراويح في اللغة: مفردها ترويحة، أي الاستراحة، وفي الشرع: هي صلاة القيام في شهر رمضان، ويجلس فيها المصلّون للاستراحة بعد كل أربع ركعات، ولذلك سمّيت بصلاة التراويح.[١]
  • صلاة الوتر: الوتر في اللغة: هو العدد الفردي، وفي الشرع: هي الصلاة التي تختتم بها صلاة الليل، ويمتد وقتها من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وسميت وِتراً؛ لأنها تؤدى بعدد فردي إما ركعة، أوثلاث، أوخمس ركعات.[٢]


الفرق بينهما من حيث الحكم

  • حكم صلاة التراويح: اتفق الفقهاء على أن صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، للرجال والنساء، وذلك لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٣][٤]
  • حكم صلاة الوتر: تعددت آراء الفقهاء في حكم صلاة الوتر إلى قولين، وهما:[٥]
  • الجمهور: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن صلاة الوترسنة مؤكدة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في المحافظة والمداومة على أدائها، واستدلوا بعدم الوجوب بسؤال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم عما فرض الله عليه من الصلوات، فأجابه: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[٦]
  • الإمام أبو حنيفة: ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن صلاة الوتر واجبة على كل مسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ زادكم صلاةً فصلُّوها فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ الوِتْرُ الوِتْرُ)،[٧] وأمره صلى الله عليه وسلم يفيد الوجوب.


الفرق بينهما من حيث الكيفية

  • كيفية صلاة التراويح: تؤدى صلاة التراويح، مثنى مثنى، أي يسلّم من كل ركعتين، وقد تعددت آراء أهل العلم في عدد ركعات صلاة التراويح، وبيان ذلك كما يأتي:[٨]
  • ذهب الأئمة الثلاثة؛ أبو حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل إلى أن عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة.
  • ذهب الإمام مالك إلى أن عدد ركعات صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة.
  • ذهب بعض أهل العلم من المحققين والمحدثين أن عدد ركعات صلاة التراويح ثماني ركعات.
  • كيفية صلاة الوتر: تعددت أقوال الفقهاء في كيفية أداء صلاة الوتر، وفيما يأتي بيان ذلك:[٩]
  • الحنفية: قال الحنفية أن صلاة الوتر تؤدَى ثلاث ركعات متصلة، يُسلّم في الركعة الثالثة، ويجلس للتشهد مرتين؛ في الركعة الثانية والركعة الثالثة، فكيفيتها مثل كيفية أداء صلاة المغرب.
  • المالكية: قال المالكية أن صلاة الوتر تؤدى ركعة واحدة فقط، يسبقها أداء ركعتين، منفصلتين عنها بسلام.
  • الشافعية والحنابلة: قال الشافعية والحنابلة أن صلاة الوتر تؤدى ركعة واحدة، وهو أقله، ويجوز أن يزيد على ذلك، فله أن يوتر بثلاث ركعات، وأكثر، وقالوا أن أكثر الوتر إحدى عشرة ركعة، ويفضّل أن يسلّم من كل ركعتين، ثم يصلي ركعة مستقلة.[١٠]


المراجع

  1. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، صلاة التراويح، صفحة 27. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 289. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
  4. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 647. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 289-291. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله ، الصفحة أو الرقم:2678 ، صحيح.
  7. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبو بصرة الغفاري، الصفحة أو الرقم:2/158، إسناده صحيح.
  8. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، صلاة التراويح، صفحة 34. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1011-1012. بتصرّف.
  10. محمد بن صالح بن محمد العثيمين ، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 11. بتصرّف.