صلاة التراويح

تعد صلاة التراويح من شعائر الإسلام العظيمة التي تؤدى في شهر رمضان المبارك، وقد اتفق الفقهاء على أنها سنة مؤكدة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها جماعة مع الصحابة الكرام، ثم ترك الجماعة فيها، خوفاً من أن تفرض على أمته، فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمْرُ علَى ذلكَ)،[١] واستمر المسلمون على أداء التراويح، فكان بعضهم يصليها منفرداً، وآخرون يصلونها جماعة، حتى جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجمعهم على إمام واحد، فأصحبت تصلى جماعة حتى وقتنا هذا.[٢]


سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم

التراويح جمع ترويحة، وتعني جلسة،[٣] وأصل التسمية يرجع أن المسلمون في مكة كانون يصلون أربع ركعات من صلاة القيام في رمضان، ثم يستريحون، ثم يطوفون بالكعبة المشرفة، ثم يصلون أربع ركعات، وهكذا، ولذلك سميت صلاة قيام الليل في رمضان بصلاة التراويح.[٤]


فضل صلاة التراويح

لقد منّ الله تعالى على عباده بشهر رمضان، ومنّ عليهم بقيام الليل في رمضان، فإن لصلاة التراويح فضائل عظيمة لمن حافظ عليها في شهر رمضان، فهو سبب لمغفرة الذنوب، والخطايا، فقد جاء في حديث لصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٥] وهي سبب لنيل أجر ليلة كاملة، إن صلاها المسلم خلف الإمام وبقي معه حتى ينصرف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٦][٧]


وقت صلاة التراويح

إن وقت صلاة التراويح من بعد أداء صلاة العشاء، وقبل أداء صلاة الوتر، وينتهي عند أذان الفجر الثاني، فلا يصح أداؤها قبل صلاة العشاء، ولا بعد صلاة الفجر، لأنها من السنن التابعة للصلوات المكتوبة، وتجدر الإشارة أن صلاة التراويح من السنن التي لا تقضى.[٨]


ما الفرق بين التراويح وقيام الليل؟

إن كلاً من التراويح وقيام الليل تؤدى في الليل، ومن السنن المندوبة، إلا أنه بينهما عموم وخصوص، وبيان ذلك، كما يأتي:[٩]

  • تعد التراويح جزءاً من قيام الليل، فهي تؤدى في أول الليل، بينما قيام الليل يؤدى في جميع أجزاء الليلة.
  • تختص التراويح بشهر رمضان فقط، بينما قيام الليل عامٌ لكل أيام السنة.
  • يستحب أداء صلاة التراويح جماعة، بينما قيام الليل لا يستحب فيه الجماعة.
  • يستحب أن تصلى التراويح في المسجد، بينما قيام الليل يستحب أن يصلى في البيت.
  • يستحب أن تصلى التراويح عشرين ركعة على وجه الكمال، بينما عدد ركعات قيام الليل مطلق، بلا تحديد.
  • تؤدى صلاة التراويح ركعتين ركعتين، فلا يجوز أن تؤدى أربع ركعات أو أكثر، بسلام واحد، بينما قيام الليل يجوز أداؤها ركعتين، أو أربع، أو أكثر، بسلام واحد.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2012، صحيح.
  2. "صلاة التراويح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى تراويح في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
  4. بطال الركبي، النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب، صفحة 90. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1363، صحيح.
  7. "صلاة التراويح "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1091. بتصرّف.
  9. "ما الفرق بين صلاة القيام، والتهجد، وصلاة التراويح؟"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.