تطلق كلمة الجماعة على عدد من الأشخاص لاجتماعهم، وصلاة الجماعة هي الصلاة التي يؤديها جمع من المسلمين خلف إمام واحد يؤمهم، وسميت صلاة الجماعة بهذا الاسم، لاجتماع المصلين لأداء الصلاة في مكان واحد وزمان محدد، وأقل عدد لتحقق الجماعة في الصلاة؛ اثنان، إمام ومأموم.[١]


أين يقف الإمام في صلاة الاثنين؟

تعددت آراء الفقهاء في موضع وقوف الإمام، إن صلى معه شخص واحد، سواء كان هذا الشخص؛ رجلاً أو صبياً مميزاً أو امرأة، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢][٣]


وقوف الإمام إن كان المأموم رجلاً أو صبياً

  • الجمهور: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنه يسنّ للإمام إذا كان مأمومه رجلاً واحداً، أو صبيّاً مميزاً واحداً، أن يكون وقوفه يسار المأموم، بحيث يقف الرجل أو الصبي يمين الإمام، مع رجوعه للخلف قليلاً، حيث يكره للمأموم مساواة الإمام في الصف عند المالكية والشافعية، ويكره كذلك عند الأئمة الثلاثة أن يقف يسار إمامه أو خلفه، وإن فعل ذلك فصلاته صحيحة.
  • الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى القول بوجوب وقوف الإمام يسار المأموم، إن كان المأموم رجلاً، حيث يجب على المأموم أن يقف يمين الإمام مساوياً له في الصف، وإذا صلى المأموم يسار إمامه أو خلفه بطلت صلاته، حيث لا يجوز ذلك، وإذا كان المأموم صبياً مميزاً، جاز له أن يقف يمين إمامه أو يساره أو خلفه، فتصح صلاته في ذلك كله.

ومما ينبغي الإشارة إليه أن الأصل في مشروعية وقوف المأموم يمين إمامه في صلاة الاثنين، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: (قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي عن يَسَارِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخَذَ بيَدِي - أَوْ بعَضُدِي - حتَّى أَقَامَنِي عن يَمِينِهِ).[٤]


وقوف الإمام إن كان المأموم امرأة

إذا كان من يصلي مع الإمام امرأة، وليس رجلاً أو صبياً، كأن يكون إمامها زوجها، ففي هذه الحالة تقف المرأة خلف إمامها، بحيث يتقدمها الإمام في الصف، إذ لا يجوز لها أن تقف معه مساويةً له، وذلك استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى به وَبِأُمِّهِ، أَوْ خَالَتِهِ، قالَ: فأقَامَنِي عن يَمِينِهِ، وَأَقَامَ المَرْأَةَ خَلْفَنَا).[٥][٦]


الصلوات التي تُشرع فيها الجماعة

تشرع صلاة الجماعة في الصلوات الخمس المفروضة؛ الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وصلاة الجمعة؛ إذ إن الجماعة فيها شرط لصحتها، وتشرع الجماعة كذلك في بعض الصلوات النوافل؛ مثل صلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف والخسوف، وصلاة التراويح في رمضان، حيث يجب على المأمومين متابعة إمامهم في جميع أفعال الصلاة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذا رَكَعَ فارْكَعُوا، وإذا قالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنا لكَ الحَمْدُ، وإذا صَلَّى قائِمًا، فَصَلُّوا قِيامًا وإذا صَلَّى قاعِدًا، فَصَلُّوا قُعُودًا أجْمَعُونَ).[٧][٨]


المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 507. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 391-392. بتصرّف.
  3. "مكان المأموم من الإمام في الصلاة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:728، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:660، صحيح.
  6. "كيف تقف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021.
  7. "من النوافل ما تشرع فيها الجماعة ومنها ما لا تشرع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:417، صحيح.