شرع الله -سبحانه وتعالى- خمس صلواتٍ مفروضةً على المسلم في يومه وليلته، من هذه الصلوات ما تكون صلاةً جهريَّةً؛ وهي صلاة الفجر، والركعتان الأولتان في صلاتي المغرب والعشاء، ومنها ما تكون سريَّة؛ وهي صلاتا الظهر والعصر،[١] وقد يسهو المصلي فيجهر بالقراءة في الصلاة السريَّة؛ فما حكم ذلك عند المالكيّة؟ وما الذي يترتّب على المصلي حينها؟ فيما يأتي بيان ذلك.


الجهر في الصلاة السريّة عند المالكيَّة

ما حكم الجهر في الصلاة السرية عند المالكيّة؟

إنّ الجهر في الصلاة السريَّة عند المالكيّة، سواء كان ذلك من الإمام في صلاة جماعةٍ أو كان مصلٍّ منفردًا، يُلزم فاعله أن يسجد السهو، ويكون ذلك عندهم بأن يسجد سجدتين للسهو بعد السلام من الصلاة؛ فإذا جهر المصلي بالقراءة في الصلاة السريّة بصوتٍ يُسمع به نفسه ومن يليه في صلاة فريضةٍ؛ لزمه أن يسجد للسهو بعد السلام، أمّا في صلاة النافلة فلا يُطالب بسجود السهو إن جهر في صلاةٍ سريَّةٍ.[٢]


حكم صلاة من جهر في موضع الإسرار

إنّ الجهر في موضع الجهر من الصلاة الجهريّة أو الإسرار والإخفات في موضع الإسرار والإخفات من الصلاة السريّة سُنَّةٌ من سنن الصلاة عند المالكيَّة، ومن ترك ذلك عمدًا أو سهوًا ونسيانًا؛ فإنّ صلاته تكون صحيحةً ولا تبطل، إلّا أنّه يلزمه عند المالكيّة الإتيان بسجود السهو، وبذلك قال الإمام أبو حنيفة، ودليلهم على ذلك؛ أنّ من جهر بالصلاة في موضع الإسرار أو أسرّ في موضع الجهر؛ فإنّه قد أخلّ بسنَّةٍ قوليَّةٍ من سنن الصلاة، فيلزمه على ذلك أن يسجد للسهو؛ لجبر الخلل الذي حصل في صلاته، أمّا الشافعي والإمام أحمد في روايةٍ عنه؛ فقالوا بأنّ من جهر في صلاةٍ سريَّةً أو أسرّ في صلاة جهريَّة فلا شيء عليه، ولا يلزمه سجود السهو.[٣]


سنن الصلاة التي يُسجد لتركها سجود سهو عند المالكية

إنّ من أفعال الصلاة عند المالكيَّة ما يعتبرونه من قبيل السنن، لا تبطل الصلاة بتركها، إلّا أنّ عدم القيام بها عمدًا أو سهوًا يلزم منه سجود السهو، وهذه السنن التي يسجد لتركها سجود سهوٍ، هي:[٢]

  • الجهر في الصلاة الجهريّة؛ فعلى من ترك الجهر في الصلاة الجهريّة من الفرائض أن يسجد للسهو.
  • الإخفات والإسرار في الصلاة السريّة؛ فإن جهر المصلي في الصلاة السريّة من الفرائض، فإنّ عليه أن يسجد للسهو.
  • قراءة ما تيسّر من القرآن بعد الفاتحة.
  • التكبير مرّتين فأكثر فيما عدا تكبيرة الإحرام.
  • التسبيح مرّتين فأكثر في السجود والركوع.
  • التشهّد الأول في الركعة الثانية من الصلاة الثلاثيّة والرباعيّة.
  • الجلوس للتشهّد الأول.
  • التشهّد الثاني في الركعة الأخيرة من الصلاة الثلاثية والرباعية.


ويجدر الذكر أنّ عدم أداء سجود السهو في حال نسي المصلي سنَّةً أو اثنتين من هذه السنن لا يُبطل الصلاة، ولا يؤثّر على صحّتها عند المالكيَّة، إلّا أنّهم نصّوا على أنّ من ترك ثلاثًا من هذه السنن فأكثر؛ فإنّه ملزمٌ بسجود السهو، وإن لم يأتِ به؛ بطلت صلاته عندهم في هذه الحالة.[٤]


المراجع

  1. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 184. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد العربي القروي المالكي، الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، صفحة 93. بتصرّف.
  3. ابن قدامة المقدسي، المغني، صفحة 25. بتصرّف.
  4. محمد بن عبد الله الخرشي، شرح مختصر خليل، صفحة 333. بتصرّف.