صلاة الخسوف

هي صلاة مشروعة عند حدوث خسوف للشمس أو للقمر،[١] والخسوف والكسوف لفظان مترادفان يستخدمان بنفس المعنى، وقيل بأن لفظ الخسوف يستخدم للقمر ولفظ الكسوف يستخدم للشمس، ومعنى الخسوف والكسوف هو انحجاب ضوء الشمس أو القمر بشكل كامل أو جزئي، بأمر الله -تعالى- ومشيئته،[٢] فصلاة الخسوف هي نفسها صلاة الكسوف، والدليل على مشروعيتها هو ما جاء في الحديث: (انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَومَ مَاتَ إبْرَاهِيمُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُما فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حتَّى تَنْكَشِفَ)،[٣] ويكون البدء بالصلاة عند بداية الخسوف وتنتهي بانتهائه، ويُسن أداؤها جماعة في المسجد، بلا أذان ولا إقامة،[٤] وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، وفي قول للحنفية وبعض أهل العلم أنها واجبة.[٥]


كم عدد تكبيرات صلاة الخسوف؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن عدد تكبيرات صلاة الخسوف هو ثلاث عشرة تكبيرة، وذهب الحنفية أن عددها هو إحدى عشرة تكبيرة، حيث اتفق الفقهاء على أن صلاة الخسوف ركعتان، كما اتفقوا على أنها تصح بنفس الكيفية التي تُصلى بها سائر الصلوات، أي بقيام وركوع واحد في كل ركعة، ولكنهم اختلفوا في كيفية أدائها على وجه الكمال، مما أدى إلى اختلافهم في عدد تكبيراتها، وفيما يأتي بيان ذلك: [٦]


الكيفية الأولى

قال المالكية والشافعية والحنابلة أن صلاة الخسوف ركعتان، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، واستدلوا بما جاء في الحديث: (خَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاسُ معهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِن سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وهو دُونَ القِيَامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ)،[٧] فيكون عدد تكبيرات صلاة الخسوف في هذه الكيفية هو ثلاث عشرة تكبيرة.


الكيفية الثانية

قال الحنفية أن صلاة الخسوف ركعتان، بقيام واحد وركوع واحد وسجدتان في كل ركعة، كباقي صلوات النوافل، واستدلوا بما جاء في الحديث: (خَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخَرَجَ يَجُرُّ رِداءَهُ، حتَّى انْتَهَى إلى المَسْجِدِ وثابَ النَّاسُ إلَيْهِ، فَصَلَّى بهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فانْجَلَتِ الشَّمْسُ..)،[٨] فقالوا بأن الحديث ذكر لفظ الصلاة بشكل مطلق فنحمله على إطلاقه وهو الصلاة المعهودة بقيام واحد وركوع واحد، ويكون عدد تكبيرات صلاة الخسوف في هذه الكيفية هو إحدى عشرة تكبيرة فقط.


المراجع

  1. محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 93. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الكسوف، صفحة 6. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:915، حديث صحيح.
  4. سعيدبن وهف القحطاني، صلاة الكسوف، صفحة 23. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 256. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5197، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1063، حديث صحيح.