شُرعت صلاة العيد في السنة الأولى للهجرة، لِما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه عندما قدم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المدينة وجد الناس يلعبون ويحتفلون في يومين، وكان ذلك عندهم في الجاهلية فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم:(إنَّ الله قد أبدلكما بهما خيرًا منهما: يومَ الأضحى والفِطر)،[١] ومن الآيات القرآنية الدّالّة على مشروعية صلاة العيد قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[٢] فيتّضح ممّا سبق أنّ صلاة العيد إحدى الشعائر الدينية التي تمتاز بها أمّة الإسلام،[٣] حيث إنها شعيرة يظهر فيها اجتماع المسلمين ووحدتهم على أداء العبادة، وفيها شكر الله تعالى على إتمام عبادتين من أعظم العبادات؛ وهي عبادة صيام رمضان وعبادة الحج.


فضل صلاة العيد

تعدّ صلاة العيد من الطاعات التي لم يخصّها الله -تعالى- بأجر وفضل معين، وإنّما جعل ثوابها ضمن الأجر العام المُترتب على الأعمال الصالحة، ومن الأجر العام قول الله -تعالى-: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ)،[٤] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٥] إلّا أنّه يجدر بالذكر أمرين:[٦]

  • أوّلهما: أنّ بعض المفسرين كالشيخ السعدي -رحمه الله- قد أشار إلى أنّ صلاة عيد الفطر تدخل في عموم البشارة بالفلاح وطهارة النفس في قول الله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).[٧]
  • ثانيهما: أنّ صلاة عيد الأضحى تؤدَى في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر الذي يعدّ أفضل الأيام عند الله -تعالى-، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ).[٨]


أحكام متعلقة بصلاة العيد

حكم صلاة العيد

تعدّدت آراء العلماء في حكم صلاة العيد إلى ثلاثة أقوال بيانها كما يأتي:[٩]

  • الحنفية: قالوا أنّ صلاة العيد فرض عين على كل مسلم.
  • المالكية والشافعية: قالوا أنّ صلاة العيد سنة مؤكدة.
  • الحنابلة: قالوا أنّ صلاة العيد فرض كفاية، إذا قام بها بعض المسلمين سقطت عن الآخرين.


وقت صلاة العيد

أجمع العلماء على أنّ وقت صلاة العيد يبدأ بعد طلوع الشمس بنصف ساعة تقريباً أي بقدر رمح أو رمحين، وينتهي وقتها قبل صلاة الظهر، كما ويُستحبّ للمسلم التعجيل في صلاة عيد الأضحى ليوافق ذبح أضحيته ذبح الحجاج لأضاحيهم، بينما يُستحبّ له التأخير في صلاة عيد الفطر ليتسع الوقت لإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة.[١٠]


خطبة العيد

ذهب جمهور العلماء إلى أنّه يُسنّ للعيد خطبتين، كخطبة الجمعة من حيث الأركان والشروط والمكروهات، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: (شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قالَ : إنَّا نخطُبُ، فمَن أحبَّ أن يجلِسَ للخُطبةِ فلْيجلِسْ، ومَن أحبَّ أن يُذهِبَ فليَذهَبْ)،[١١] كما أنّه يُسنّ أن تكون الخطبتين بعد صلاة العيد لا قبلها، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يُصَلُّونَ العِيدَيْنِ قَبْلَ الخُطْبَةِ).[١٢][١٣]


المراجع

  1. رواه ابن الملقن، في شرح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:52، صحيح.
  2. سورة الكوثر، آية:2
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1386-1387. بتصرّف.
  4. سورة النحل، آية:97
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7280، صحيح.
  6. "ماهو أجر صلاه العيدين؟"، الاسلام سؤال وجواب، 11-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2021. بتصرّف.
  7. سورة الأعلى، آية:14-15
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم:1064 ، صحيح.
  9. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 434. بتصرّف.
  10. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1391. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في تمام المنة، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:350، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:888، صحيح.
  13. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1403-1404. بتصرّف.