صلاة النافلة من العبادات التي يتقرب بها العبد من الله تعالى، وتعرف بأنها كل صلاة زائدة على الفريضة وليست بواجبة،[١] ولقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على المحافظة عليها لأنها تجبر الخلل الذي يحصل في الصلوات المفروضة، ولما فيها من الثواب الكبير، وتكفير للسيئات، ورفع للدرجات في الجنة، والمحافظة عليها تُعدّ من أسباب نيل محبة الله تعالى للعبد والقبول في الأرض.[٢]


كم نوافل الصلوات؟

تقسم نوافل الصلاة إلى قسمين، وهما: النوافل المؤكدة والنوافل غير المؤكدة، وبيانهما كما يأتي:[٣]


النوافل المؤكدة

النوافل المؤكدة وتسمى بالرواتب، وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على أدائها قبل أو بعد الفرائض، وهي اثنتا عشرة ركعة، وأحياناً كان يؤديها عشر ركعات، ومن واظب على أدائها بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة، لما روته أم حبيبة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ)،[٤] وبيانها كما يأتي:[٣]

  • ركعتين قبل فرض الفجر.
  • ركعتين أو أربع ركعات قبل فرض الظهر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها مرة ركعتين ومرة أربع ركعات، والأفضل والأكمل هو أربع ركعات.
  • ركعتين بعد فرض الظهر.
  • ركعتين بعد فرض المغرب.
  • ركعتين بعد فرض العشاء.


النوافل غير المؤكدة

النوافل غير المؤكدة هي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها غالباً ويتركها أحياناً فهي سنن مطلقة وليست راتبة، وبيانها كما يأتي:[٣]

  • أربع ركعات قبل فرض العصر.
  • ركعتان قبل فرض المغرب.
  • ركعتان قبل فرض العشاء.


وقت نوافل الصلوات

تؤدى نوافل الصلوات الخمس ركعتين ركعتين،[٥] وتكون قبل الفرض أو بعده، وبيانها كما يأتي:[٦][٧]

  • السنن القبلية: سميت بالقبلية لأنها تؤدى قبل الفرض، حيث أنّ وقتها يبدأ من رفع أذان الصلاة إلى ما قبل أداء الفرض.
  • السنن البعدية: سُميت بالبعدية لأنها تؤدى بعد الفرض، حيث أنّ وقتها يبدأ من بعد أداء الفرض إلى ما قبل رفع أذان الصلاة التالية.


القراءة في نوافل الصلوات

يجب قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة؛ وأما السورة التي بعدها فهي سنة، وأما ما يستحب قراءته من السور في نوافل الصلاة فلم يرد تخصيص لسورة معينة تقرأ فيها، باستثناء نافلة الفجر والمغرب؛ فإنه يُندب للمصلي أن يقرأ فيهما سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية، ويُسنّ أن يقرأ بقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}،[٨] وأن يقرأ في الركعة الثانية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.[٩][١٠][١١]


المراجع

  1. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 1055-1056. بتصرّف.
  2. محمد نصر الدين محمد عويضة، الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع، صفحة 168. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 597-590. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728، حديث صحيح.
  5. عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، فتاوى نور على الدرب، صفحة 289. بتصرّف.
  6. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589. بتصرّف.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 41. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية:136
  9. سورة آل عمران، آية:64
  10. محمد نصر الدين محمد عويضة، الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع، صفحة 170. بتصرّف.
  11. "هل تجب قراءة سورة بعد الفاتحة في النافلة؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2021. بتصرّف.