الأصل في الصلوات المفروضة أن يؤديها المسلم في وقتها المحدد الذي قدره الله عزّ وجلّ لكل صلاة من الصلوات، إلا أنه في بعض الحالات يُشرع للمسلم ألا يصليها في وقتها المقدّر لها شرعاً، فيقدّم أو يؤخر أداءها؛ رفعاً للحرج والمشقة، وتيسيراً عليه، وهو ما يعرف بالجمع في الصلاة؛ وهو أن يؤدي المصلي صلاتين معاً في وقت إحداهما لعذر مشروع أُبيح له الجمع، ولا يكون الجمع إلا بين صلاتي الظهر مع العصر، أو بين صلاتي المغرب مع العشاء، وأما صلاة الفجر فلا يجوز جمعها مع غيرها من الصلوات.[١]


كيفية الجمع بي الصلاتين

يقسّم الجمع في الصلاة إلى قسمين؛ جمع تقديم، وجمع تأخير، وبيان كيفيتهما كما يلي:[٢][٣]


كيفية جمع التقديم

جمع التقديم: هو أن يقوم المصلي بأداء الصلاتين معاً في وقت الأولى؛ كأن يؤدي صلاتي الظهر والعصر معاً في وقت صلاة الظهر، وكذلك بين صلاتي المغرب والعشاء فيؤديهما في وقت صلاة المغرب، ويكون جمع التقديم كالآتي:

  • البدء بالصلاة الأولى: فلا بد أن يراعي المصلي الترتيب بين الصلاتين فيؤدي الصلاة الأولى أولاً، وبعدها الصلاة الثانية.
  • النية: لا بد من استحضار نية الجمع بين الصلاتين، ومحلها عند البدء بالصلاة الأولى، ويجوز في أثنائها.
  • الموالاة: فلا بدّ للمصلي ألا يفصل بين الصلاتين بفاصل زمني طويل، وإلا فجمعه باطل، ولو كان الفاصل الزمني بين الصلاتين يسيراً فلا بأس.
  • بقاء العذر: وهو استمرار السبب الذي شرع له الجمع، كدوام السفر أو المطر، من بداية الصلاة الأولى والفراغ منها، حتى افتتاح الصلاة الثانية.


كيفية جمع التأخير

جمع التأخير: هو أن يقوم المصلي بأداء الصلاتين معاً في وقت الصلاة الثانية منهما كأن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر فيؤديهما معاً في وقت صلاة العصر، أو أن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء فيؤديهما معاً في وقت صلاة العشاء، وكيفية جمع التأخير كالآتي:

  • النية: فلا بد للمصلي من عزم نية الجمع بين الصلاتين، ومحلها عند دخول وقت الصلاة الأولى، وهي صلاة الظهر، وصلاة المغرب، حتى انتهاء وقتهما، فإذا أخر الصلاة الأولى إلى وقت الصلاة الثانية من غير نية للجمع؛ فهو آثم وتعتبر الصلاة الأولى قضاءً.
  • الترتيب: فلا بدّ للمصلي من مراعاة الترتيب بين الصلاتين، فيبدأ بالصلاة الأولى أولاً ثم الصلاة الثانية كما في جمع التقديم.
  • بقاء العذر: لا بد من دوام العذر حتى الانتهاء من الصلاة الأولى والثانية وأدائهما كاملتين، وفي حال زوال العذر قبل الانتهاء من إتمام الصلاتين فتكون الصلاة الأولى قضاءً، وهو قول الشافعية، أما الحنابلة فاشترطوا استمرار العذر إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية، دون اشتراط استمراره إلى حين أداء الصلاتين كاملتين.


أسباب الجمع بين الصلاتين

من الأسباب التي يشرع لها الجمع:[٣]

  • الحاج بعرفة ومزدلفة: يشرع للحاج وهو بعرفة الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم، والجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير وهو بمزدلفة.[٤]
  • السفر: يشرع للمسافر الجمع بين الصلوات خلال سفره.
  • المطر: يشرع الجمع في حال المطر الذي يصعب على الناس فيه الذهاب إلى المسجد، فيجمع الإمام بالناس تخفيفاً عليهم.
  • المرض: يشرع الجمع للمريض الذي يشق ويتعذّر عليه تأدية كل صلاة في وقتها رفعاً للحرج وتخفيفاً عليه.


المراجع

  1. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 438. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 287-288. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سيد سابق، فقه السنة، صفحة 289-292. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 284. بتصرّف.