صلاة الجنازة هي صلاة تؤدى على الميت بصفة مخصوصة من دون ركوع و سجود، وهي من فروض الكفاية؛ أي إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، حيث شرعت صلاة الجنازة لطلب المغفرة والرحمة للميت من الله تعالى، وأن يكفِّر عنه ويتجاوز عن سيئاته.[١]


كيفية صلاة الجنازة

تؤدى صلاة الجنازة بالخطوات الآتية:[٢]

  • يجعل الإمام الميت بينه وبين القبلة، ويقف عند رأس الميت إن كان رجلاً وعند الوسط إن كان الميت امرأة.[٣]
  • التكبيرة الأولى: يكبر المصلي تكبيرة الإحرام رافعاً يديه، ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ سورة الفاتحة.
  • التكبيرة الثانية: يكبر التكبيرة الثانية ثم يصلي على النبي صلى عليه وسلم، فيقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٤]
  • التكبيرة الثالثة: يكبر ويدعو للميت ولنفسه وللمسلمين بالمغفرة والرحمة، ومن الأدعية المأثورة:
  • (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ).[٥]
  • (اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أجْرَه ولا تَفْتِنَّا بَعدَه).[٦]
  • التكبيرة الرابعة: يُسلّم المصلي بعد التكبيرة الرابعة عن اليمين واليسار، ويجوز أن يسلم تسليمة واحدة عن يمينه فقط.
  • يجهر المصلي في التكبير والتسليم، ويُسِرُّ في جميع ما يقرؤه في الصلاة.


حكم الصلاة على الجنازة في أوقات النهي

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أوقات مخصوصة، وهي: عند طلوع الشمس، وعند استوائها في وسط النهار، وعند غروبها، وقد تعددت أقوال العلماء في جواز أداء صلاة الجنازة في هذه الأوقات كالآتي:[٧]

  • الحنفية: قالوا أداء صلاة الجنازة في أوقات الكراهة مكروه تحريماً.
  • المالكية والحنابلة: قالوا بحرمة صلاة الجنازة في أوقات النهي.
  • الشافعية: قالوا بجواز صلاة الجنازة في جميع الأوقات لأنها صلاة لها سبب.


فضل صلاة الجنازة

حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجنازة لأجرها العظيم ونفعها الذي يعود على الميت والحي، وبيان فضلها كما يلي:[٨]

  • الشفاعة للميت؛ فمن يصلي على الميت من المسلمين يكونون له شفعاء يوم القيامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).[٩]
  • الأجر العظيم؛ فمن يصلي على الميت ينال من الأجر والثواب الكبير، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا، فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ)،[١٠] والقيراط في التشبيه كجبل أُحُد، أي أنّ الثواب الذي يناله من صلى على الميت يعادل جبل أُحُد.[١١]


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، وسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 752. بتصرّف.
  2. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح رياض الصالحين، صفحة 9-10. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 756. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي ، الصفحة أو الرقم: 963، حديث صحيح.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:487، حديث صحيح.
  7. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 1529. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 753-734. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:948، حديث صحيح.
  10. رواه صحيح البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 47 ، حديث صحيح.
  11. صالح بن عبد السميع الآبي الأزهري، الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، صفحة 280. بتصرّف.