لماذا سميت تكبيرة الإحرام؟

سمّيت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم لأنّ التلفظ بها سببٌ في أن يحرُم على المصلي ما كان يحلّ له قبلها؛ كالأكل والشرب والكلام، ونحو ذلك من الأمور المباحة التي تنافي الصلاة، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الصلاة: (وتحريمُها التكبيرُ ، وتحليلُها التسليمُ)،[١][٢] ويُقصد بتكبيرة الإحرام أن يفتتح العبد صلاته بقول "الله أكبر"؛ أي أنّ الله -تعالى- أكبر في ذاته وأسمائه وصفاته، ومن كل شيء، وهذا من شأنه إثبات الكمال له -سبحانه- وتنزيهه عن كل نقص وعيب،[٣][٤] وتجدر الإشارة إلى ثلاثة أمور:

  • أوّلها: تسمّى تكبيرة الإحرام بأسماء أخرى، نحو: تكبيرة الافتتاح، والتكبيرة التحريمية.[٤]
  • ثانيها: اتفق جمهور العلماء على أنّ تكبيرة الإحرام من فرائض الصلاة التي لا تصح الصلاة إلا بها، وتبطل الصلاة بتركها.
  • ثالثها: تكمن الحكمة في افتتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام في أنّ التلفظ بها من شأنه أن يُذكّر العبد بعظمة الله -تعالى- الذي يقف بين يديه فيستحضر العبد قلبه ويُفرّغه من كل شيء، فيخشع لله -تعالى-.[٣]


كيف تُؤدّى تكبيرة الإحرام؟

اتفق الفقهاء على أنّه يُستحب رفع اليدين عند تأدية تكبيرة الإحرام، حيث ثبت عن الصحابي الجليل وائل بن حجر -رضي الله عنه- قال: (أنَّهُ رَأَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ في الصَّلَاةِ كَبَّرَ)،[٥][٦] إلّا أنّه قد تعددت آراؤهم في صفة رفع اليدين حال تكبيرة الإحرام، كما يأتي:[٧][٨]

  • الحنفية: قالوا بأنّ رفع اليدين حال تكبيرة الإحرام يكون حذو الأذنين؛ أي مقابلهما، للرجل، أمّا المرأة فترفع يديها حذو منكبيها أي مقابل كتفيها؛ لكون ذلك أكثر سترة لها، وقد استدلوا على ذلك بما ثبت عن مالك بن حويرث -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى يُحَاذِيَ بهِما أُذُنَيْهِ).[٩]
  • المالكية والشافعية: قالوا بأنّ رفع اليدين حال تكبيرة الإحرام يكون حذو المنكبين أي مقابل الكتفين، وقد استدلوا على ذلك بما ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ).[١٠]
  • الحنابلة: قالوا بأنّ المصلي له الخيار بين رفع يديه حذو منكبيه أو أذنيه.


ولا بدّ من الإشارة إلى ثلاثة أمور:

  • أوّلهما: يجوز للمصلي أن يتلفظ بتكبيرة الإحرام قبل رفع يديه، أو بعد رفعهما، أو مع رفعهما؛ وذلك لثبوت الصفات الثلاثة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[١١]
  • ثانيهما: يُستحب للمصلي توجيه أصابع يديه حال رفعهما نحو القبلة؛ لتشريفها ومكانتها.[٨]
  • ثالثها: أُشير مسبقاً إلى أنّ رفع اليدين حال تكبيرة الإحرام أمر مستحبٌ؛ لأنّ ذلك يعدّ من سنن الصلاة، لذا ففي حال ترك المصلي رفع اليدين بالكلية حال تكبيرة الإحرام فلا يؤثر ذلك على صحة صلاته، لكنّه حُرم أجر السنة.[٧]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5885 ، صحيح.
  2. عبد المحسن العباد، شرح شروط الصلاة واركانها وواجباتها، صفحة 45. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعيد القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 271. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 217. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وائل بن حجر، الصفحة أو الرقم:401 ، صحيح.
  6. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 651. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "صفة رفع اليدين في الصلاة ، وماذا على المصلي لو أخطأ فيها ؟"، الاسلام سؤال وجواب، 2-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 869. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن مالك بن حويرث، الصفحة أو الرقم:391 ، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:735، صحيح.
  11. "حكم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وإطالة زمن رفعهما"، ابن عثيمين، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2021. بتصرّف.