يُعدّ الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء في وقت إحداهما رخصةً من الرخص التي شرعها الله -سبحانه وتعالى-؛ للتخفيف عن المسلمين والتيسير عليهم في ظروفٍ وأعذارٍ قد تطرأ عليهم،[١] وأمّا عن هذه الأعذار المبيحة للجمع بين الصلاتين، فقد اتّفق الفقهاء المجيزون للجمع على عدد من هذه الأعذار، وهي: السفر، والمطر وما يقاس عليه من الثلج والريح والبرد الشديد، وجمع الحجّاج للصلاة في عرفة ومزدلفة،[٢] ومن الفقهاء من أخذ بأسبابٍ أخرى يباح الجمع للصلاة عندها، وفيما يأتي تفصيلها.


أسباب الجمع بين الصلاتين

يباح الجمع بين الصلاتين لأسبابٍ عدَّةٍ تناولها الفقهاء، مع تفاوتٍ بينهما في الأخذ بها،[٣] وتفصيل هذه الأسباب آتيًا.


الأسباب المتّفق عليها بين جمهور الفقهاء

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعيّة والحنابلة إلى القول بجواز الجمع بين الصلاتين ومشروعيّته في ثلاث أحوالٍ، هي:[٢]

  • الجمع للحاجّ في عرفة والمزدلفة: فقد اتّفق الفقهاء على مشروعيَّة جمع الحاج بين صلاتي الظهر والعصر في يوم عرفة، وجمعه بين صلاتي المغرب والعشاء في المزدلفة، وهي الحالة الوحيدة التي يُبيح الحنفيّة فيها الجمع بين الصلاتين.
  • السفر: حيث ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى جواز الجمع بين الصلاتين في السفر وقصرها.
  • المطر: حيث ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى إباحة الجمع بين الصلاتين في حال المطر أو ما يُقاس عليه من الثلج والبرد والريح الشديدة.


الأسباب المختلف فيها بين الفقهاء

إنّ لكلّ مذهبٍ من مذاهب جمهور الفقهاء أقوالٌ في الأحوال والأسباب التي يجوز عندها الجمع بين الصلاتين، وفيما يأتي بيان ذلك.


أسباب الجمع عند المالكيّة

يرى المالكيّة أنّ الأسباب المبيحة للجمع بين الصلاتين هي:[٢]

  • السفر: فقد أجاز المالكية الجمع في السفر، واشترطوا لذلك أن يدخل عليه وقت الظهر وهو مسافرٌ في مكان استراحته، وأن ينوي الارتحال منها قبل العصر، وأن تغرب الشمس وهو مرتحلٌ بالنسبة للجمع بين المغرب والعشاء.
  • المرض: فأجاز المالكية للمريض أن يجمع إن كان الجمع أرفق به وأيسر عليه، أو خشي أن يغيب عن وعيه بإغماءٍ في وقت الصلاة الثانية.
  • المطر والبرد: فالمطر والبرد والثلج من الأسباب المبيحة للجمع بين الصلاتين، كما أجازوا الجمع إذا وجد الطين في الطرقات وقت الليل والظلمة؛ فيجوز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء عندها.
  • الجمع في الحجّ: فالسنّة أن يجمع الحاج بين الظهر والعصر في عرفة وبين المغرب والعشاء في المزدلفة كما فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.


أسباب الجمع عند الشافعيّة

أجاز الشافعية الجمع بين الصلاتين في أحوال ثلاثة فقط، وهي السفر والمطر، وجمع الحاج في عرفة والمزدلفة.[٢]


أسباب الجمع عند الحنابلة

توسّع الحنابلة في الأسباب المبيحة للجمع بين الصلاتين، فأجازوا الجمع للأسباب الآتية:[٣]

  • السفر: ويقصدون به السفر الطويل المبيح لقصر الصلاة.
  • المرض: ويقصد به المرض المسبّب للمشقَّة والضعف بلا جمعٍ.
  • المطر.
  • الإرضاع: فيجوز للمرض أن تجمع بين الصلاتين؛ لمشقة تطهرها من النجاسة كلّ وقتٍ.
  • العجز عن الطهارة: فيجوز لمن يشقّ عليه التطهر للصلاة بالوضوء أو التيمّم أن يجمع بين الصلاتين.
  • المستحاضة: يباح للمستحاضة -وهي التي طالت مدَّة حيضها وزادت عن المدَّة الطبيعيّة-، أو للمصاب بسلس البول أن يجمع بين الصلاتين؛ تخفيفًا عليه، ورفعًا للمشقة عنه.
  • العذر الشديد: ويقصد به الحنابلة أصحاب الأعذار التي تُلجئ صاحبها للجمع بين الصلوات؛ كي لا تفوته، وهذه الأعذار كالخوف على النفي أو المال، أو من يتضرّر معيشته بترك الجمع بين الصلاتين.

المراجع

  1. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 490-491. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1372-1383. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "الحالات التي يجوز فيها الجمع بين الصلاتين وحكم الجمع لوجود الجليد"، الإسلام سؤال وجواب، 24/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.