الصلوات السرية هي الصلوات التي يُسِرّ ويخافت فيها المصلي صوته في قراءة سورة الفاتحة والسورة التي تليها، والإسرار هو الكلام بصوتٍ منخفضٍ بحيث لا يُسمع المتحدّث إلا نفسه من غير أن يُسمع أحداً غيره، والحد الأدنى له بتحريك اللسان فقط،[١] والصلوات السرية من الفرائض هي:[٢]

  • فرض صلاة الظهر، وهو أربع ركعات.
  • فرض صلاة العصر، وهو أربع ركعات.
  • الركعة الثالثة من فرض صلاة المغرب.
  • الركعتين الثالثة والرابعة من فرض صلاة العشاء.

ومن الجدير بالذكر أن الصلوات التي يسرّ فيها بالقراءة من صلاة التطوع هي النوافل التي تؤدى نهاراً، والسنن الرواتب التابعة للفرائض.[٣][٤]


الإسرار في الصلوات السرية

حكم الإسرار في الصلوات السرية يختلف بالنسبة للإمام والمأموم والمنفرد، وبيانه كما يأتي:[٥][٦]


حكم الإسرار في الصلوات السرية بالنسبة للإمام والمنفرد

  • الجمهور: قال المالكية، والشافعية، والحنابلة أنه يسنّ للإمام والمنفرد الإسرار بالقراءة في الصلوات السرّية، قال ابن قدامة رحمه الله: "والأصل فيه فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت ذلك بنقل الخلف عن السلف، فإن جهر في موضع الإسرار أو أسرَّ في موضع الجهر ترك السنة وصحت صلاته".
  • الحنفية: قال الحنفية أنه يجب على الإمام والمنفرد الإسرار بالقراءة في الصلوات السرية.[٧]


حكم الإسرار في الصلوات السرية بالنسبة للمأموم

يستحب للمأموم في الصلاة خلف الإمام الإسرار في جميع الصلوات السرية والجهرية، حتى وإن لم يسمع الإمام، ويُكره له أن يجهر القراءة، وذلك حتى لا يُرْبِك ويُؤثّر على غيره من المصلين،[٨] حيث أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا)،[٩] وخالجنيها: أي ينازعه عليها ويخلط عليه في القراءة، والمقصود هو الإنكار عليه برفع صوته بالقراءة حتى أسمع غيره.


حكم ترك الإسرار في الصلوات السرية

تعددت آراء الفقهاء في حكم من ترك الإسرار في الصلوات السرية، وجهر فيها، وما يترتب على ذلك، فذهب الحنفية بترتّب سجود السهو عليه ووجوبه، وقال المالكية أنه يسنّ له سجود السهو، وإن تركه فتعد صلاته صحيحة، وذهب الشافعية والحنابلة بعدم ترتب أي شيء عليه.[٥]


الحكمة من الإسرار في الصلوات السرية

اجتهد العلماء في بيان الحكمة من الإسرار والجهر في الصلوات، وعلّلوا ذلك أن الهدف الأساسي من الإسرار والجهر في الصلوات هو التعبد لله عز وجل، فيؤدّي المصلي الصلوات السرية سراً؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن تفسيراتهم: أنّ الحكمة من الجهر والإسرار في الصلوات هو الوقت الذي تؤدى فيه، فالصلوات السرية تكون خلال النهار، وفيه يكون الناس منشغلين بالسعي خلف رزقهم وأحوالهم، فقراءة المصلي بنفسه سراً تعينه على التدبر فيما يقرؤه من الآيات.[١٠]



المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الففقهية الكويتية، صفحة 169. بتصرّف.
  2. الحاجة نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 86. بتصرّف.
  3. "حكم الجهر في الفرض والنفل لزيادة الخشوع"، إسلام ويب، 21/5/2009، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2021. بتصرّف.
  4. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 883-884. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6886. بتصرّف.
  6. "الجهر والإسرار.. حكمهما ومواضعهما"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2021. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 883. بتصرّف.
  8. "أحكامُ القراءةِ في الصَّلاةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/12/2021. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:398 ، صحيح.
  10. "ما الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/12/2021. بتصرّف.