سنة صلاة العصر سنة غير مؤكدة، يستحب أداؤها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلها أحياناً ويتركها أحياناً، إذ إنها ليست من السنن الرواتب المؤكدة، التي داوم النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها وحثّ على المحافظة عليها.[١]


بعض الأحكام المتعلقة بسنة صلاة العصر

عدد ركعاتها

  • تؤدى سنة صلاة العصر أربع ركعات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (رحِم اللهُ امرأً صلَّى قبْلَ العصرِ أربعًا)،[٢] حيث يجوز للمسلم أن يؤديها أربع ركعات متصلة بسلام واحد في الركعة الأخيرة، أو أن يؤديها منفصلة؛ بالتسليم من كل ركعتين، استدلالاً بقول الصحابي الجليل علي بن ابي طالب رضي الله عنه: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يصلِّي قبلَ العَصرِ أربعَ رَكعاتٍ يفصلُ بينَهنَّ بالتَّسليمِ).[٣][٤]
  • يجوز أن تؤدى سنة صلاة العصر ركعتين اثنتين، ودليل ذلك عموم قوله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ)،[٥] ويقصد بالأذانين الإقامة والأذان.[٤]

وبناء على ذلك فالمسلم مخير في أداء سنة صلاة العصر أربع ركعات أو ركعتان.


وقتها

يبدأ وقت أداء سنة صلاة العصر من بعد دخول وقت صلاة العصر، عند رفع الأذان، ويمتد إلى ما قبل أداء فرض صلاة العصر، فهي سنة تؤدى قبل فرض العصر.[٦]


ما يقرأ فيها

ليس لسنة صلاة العصر سورة معينة، أو آيات محددة، يسنّ للمسلم أن يقرأها، فله أن يقرأ ما يشاء من الآيات والسورة بعد قراءة سورة الفاتحة.[٧]


أهمية السنن التابعة للفرائض

من أهمية النوافل التابعة للفرائض ما يلي:[٨][٩]


جبر النقص في الفرائض

يعد المحافظة على السنن التابعة للفريضة سبباً في سدّ الخلل وجبر النقص الذي يحصل في الفريضة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن انتقَص من فريضتِه قال اللهُ تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ يكمل به ما انتقص من الفريضةِ ؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك).[١٠]


نيل محبة الله تعالى

يعد المحافظة على السنن التابعة للفرائض سبباً في كسب محبة الله تعالى، ونيل رضاه، والتقرب إليه، دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ..).[١١]


التهيؤ لأداء الفريضة

إذ إن المحافظة على السنن القبلية؛ التي تؤدى قبل الفريضة، تهيئ المصلي لأداء الفريضة على أكمل وأتم وجه، وتحقّق له الاستعداد النفسي للبدء بالفريضة بقلب خاشع وحاضر، وإن المحافظة على السنن البعدية؛ التي تؤدى بعد الفريضة؛ تشبّع رغبة المصلي في التزوّد في العبادة، بعد لذة الطاعة التي وجدها في الفريضة.


الحصول على الأجر العظيم

فإن المحافظة على السنن التابعة للفرائض سبب للحصول على الأجر العظيم والفضل الكبير؛ من تكفيرٍ للذنوب، ورفعٍ للدرجات، وزيادةٍ للحسنات، وفوزٍ بدخول الجنة يوم القيامة.


المراجع

  1. "معنى السنن المؤكدة والسنن غير المؤكدة"، إسلام ويب، 5/9/2013، اطّلع عليه بتاريخ 11/11/2021. بتصرّف.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2453، أخرجه في صحيحه.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:429، صحيح.
  4. ^ أ ب فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي، تطريز رياض الصالحين، صفحة 643-642. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله مغفل، الصفحة أو الرقم:627، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 8706. بتصرّف.
  7. "ما المستحب في نوافل الصلاة والقراءة فيها؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
  8. سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني ، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 5-6. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589. بتصرّف.
  10. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:540، صحيح لغيره.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هرريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.