صلاة الجماعة

صلاة الجماعة هي: الصلاة التي تؤدّى مع جماعةٍ من المسلمين،[١] وتعدّ مظهراً عظيماً من مظاهر الإسلام، وشعيرةٌ من شعائره، كما أنّها سببٌ من أسباب اتّحاد المسلمين وتوادّهم وتراحمهم وتفقّد أحوال بعضهم البعض، وظهور عزّتهم وقوّتهم.[٢]


ما هي شروط صلاة الجماعة؟

يُشترط لصحّة ووجوب صلاة الجماعة ما يُشترط في غيرها من الصلوات إضافةً إلى غيرها من الشروط، وفيما يأتي بيان وتفصيل الشروط:[٣][٤]

  • الإسلام: فلا تجب الصلاة إلّا على المسلم.
  • العقل: فلا تجب الصلاة على فاقد العقل؛ إذ إنّه غير مكلّفٍ بتعاليم الإسلام، كالمجنون، والمغمى عليه.
  • البلوغ: فلا تجب الصلاة على الصبي الصغير.
  • الطهارة: فلا تصحّ الصلاة دون طهارةٍ، وتتحقّق بالوضوء أو الغُسل، كما لا بدّ من طهارة الجسد والمكان والثوب.
  • ستر العورة: فيجب على المصلّي ستر العورة في الصلاة، ولا تصحّ الصلاة بظهورٍ جزءٍ من الجسد يجب ستره.
  • استقبال القبلة: فلا تصحّ الصلاة إلّا بالتوجّه إلى بيت الله الحرام.
  • حضور العدد: فقد أجمع العلماء على أنّ أقلّ عددٍ لصلاة الجماعة اثنان، أي أن يكون مع الإمام شخصٌ آخرٌ، فتنعقد بهما الجماعة وينالا فضلها وأجرها، سواءً كان المصلّي مع الإمام رجلاً أو امرأةً.[٥]
  • ذكورة الإمام: أي أن يكون الإمام ذكراً، فلا تصحّ صلاة الجماعة إن كان الإمام امرأةً والمُقتدين بها رجالاً أو صبياناً مميزين، سواءً في الفرائض أو النوافل.
  • إحسان الإمام قراءة القرآن: فلا بدّ أن يكون الإمام في صلاة الجماعة مُحسناً لقراءة القرآن الكريم، وأن يكون قادراً على الإتيان بأركان الصلاة بصورةٍ صحيحةٍ.
  • نية الاقتداء بالإمام: فيجب على المُقتدي بالإمام عقد النية في قلبه على متابعة الإمام والاقتداء به، إذ إنّ متابعته عملٌ لا بدّ فيه من النيّة.


فضل صلاة الجماعة

تترتّب العديد من الفضائل على صلاة الجماعة بيان البعض منها آتياً:[٦]

  • الاستظلال بظلّ عرش الرحمن يوم القيامة، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ).[٧]
  • دخول الجنة يوم القيامة، فالمحافظة على صلاة الجماعة سببٌ من أسباب دخول الجنة والتنعّم فيها، كما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ).[٨]
  • نيل الأجر العظيم المُضاعف، فصلاة الجماعة تُفضّل على صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجةً، استدلالاً بما ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[٩]
  • نيل شهادة الملائكة أمام الله -سبحانه-، قال -عليه الصلاة والسلام-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[١٠]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 165. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 126. بتصرّف.
  3. "الشروط اللازمة لصحة صلاة الجماعة"، إسلام ويب، 19/6/2003، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2021. بتصرّف.
  4. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 228-234. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 170-169. بتصرّف.
  6. د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (27/9/2018)، "فضل صلاة الجماعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:662، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:555، صحيح.