الجماعة لغة الكثرة من الشيء، والجمع تأليف المتفرق، ويُقال المسجد الجامع الذي يجمع أهله، والجماعة عدد من الأشخاص يؤلف ويجمع بينهم غرض واحد، أمّا الجماعة اصطلاحا: فلا يخرج المعنى الاصطلاحي للجماعة عن معناها اللغوي حيث أنّها مأخوذة من الاجتماع الذي لا يتحقق بأقل من اثنين هما إمام ومأموم، وقد سمّيت صلاة الجماعة بهذا الاسم لاجتماع عدد من المسلمين في زمان ومكان واحد يريدون أداء صلاة معينة.[١]


حكم صلاة الجماعة

حكم صلاة الجماعة للرجال

تعددت آراء العلماء في حكم صلاة الجماعة للرجال على أربعة أقوال كما يأتي:[٢][٣]

  • الحنفية والمالكية: قالوا بأنّ صلاة الجماعة سنة مؤكدة فيما عدا صلاة الجمعة، وممّا استدلوا به على ذلك قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (إنْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وإنَّ مِن سُنَنَ الهُدَى الصَّلَاةَ في المَسْجِدِ الذي يُؤَذَّنُ فِيهِ).[٤]
  • الشافعية: قالوا بأن صلاة الجماعة فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقط عن الباقين، وممّا استدلوا به على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ).[٥]
  • الحنابلة: قالوا بأن صلاة الجماعة فرض عين، بحيث من تركها أثم ولكن صلاته صحيحة، وممّا استدلوا به على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ)،[٦] حيث أنّ الله -تعالى- قد أمر بصلاة الجماعة في حال الخوف فيكون ذلك أولى في حال الأمن.


حكم صلاة الجماعة للنساء

أجمع العلماء على عدم وجوب صلاة الجماعة على النساء، إلّا أنّه يُشرع للمرأة الإئتمام بامرأة أخرى وممّا يدلّ على ذلك فعل بعض الصحابيات كأم المؤمنين أم سلمة وعائشة -رضي الله عنهما-، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّما النِّساءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)،[٧] كما ويشرع للمرأة الإئتمام بالرجل سواء ائتمت به لوحدها، أم مع جماعة من النساء، أو خلف جماعة الرجال، وممّا يدلّ على ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ أَنَا ويَتِيمٌ، في بَيْتِنَا خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا).[٨][٩]


فضائل صلاة الجماعة

هناك العديد من الفضائل لصلاة الجماعة ومنها ما يأتي:[١٠]

تفضل عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة

فالأجر المترتب لصلاة الجماعة يزيد عن الأجر المترتب لصلاة المنفرد سبعاً وعشرين درجة، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً).[١١]


سبب لنيل الأجر العظيم

فصلاة الجماعة سبب لمغفرة الذنوب، وتكفير الخطايا، ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، وممّا يدلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ).[١٢]


تعدل أجر حجة

حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه أن من يخرج من بيته متطهراً لأداء الصلاة، يكتب له أجر وفضل الحج، حيث قال: (مَن خرجَ من بيتِه متطَهرًا إلى صلاةٍ مَكتوبةٍ فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ).[١٣]


المراجع

  1. سعيد القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 506-507. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 1167-1169. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 368-369. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:654 ، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:846 ، حسن.
  6. سورة النساء، آية:102
  7. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2863 ، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:727 ، صحيح.
  9. كمال سالم، صحيح فقه السنة، صفحة 508-509. بتصرّف.
  10. خالد الجهني (27-9-2018)، "فضل صلاة الجماعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح .
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:251، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي أمامة الباهلي ، الصفحة أو الرقم:558 ، حسن.