الحاجة لغة من الحَوْج وهو الطلب والمأربة، والحاجة اصطلاحاً: هو الأمر الذي يفتقر إليه العبد ويحتاج إليه بغية التوسعة ورفع الضيق والحرج والمشقة عنه،[١] وصلاة الحاجة هي الصلاة التي يؤديها المسلم لطلب ما يفتقر إليه ويحتاجه من التوسعة ورفع الضيق عنه، وفيما يأتي بيان لحكم صلاة الحاجة، وعدد ركعاتها، ودعائها، وبعض الأمور المتعلقة بها.


صلاة الحاجة


عدد ركعاتها

تعددت آراء العلماء في عدد ركعات صلاة الحاجة كما يأتي:[٢]

  • الحنفية: قالوا أنّ عدد ركعات صلاة الحاجة أربع ركعات، وفي قول عندهم ركعتين.
  • الجمهور: قالوا أنّ عدد ركعات صلاة الحاجة ركعتان.


حكمها

اتفق الفقهاء الأربعة على مشروعية صلاة الحاجة، كما اتفقوا على استحبابها؛ وذلك لِما ورد عن عبد الله بن أبي أوفى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من كانت له حاجةٌ إلى اللهِ - تعالى – أو إلى أحدٍ من بني آدمَ ؛ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الوُضوءَ، ثم لِيُصَلِّ ركعتينِ، ثم لِيُثْنِ على اللهِ، وَلْيُصَلِّ على النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)،[٣] وتجدر الإشارة إلى أمرين:[٤][٥]

  • أوّلهما: أنّ الحديث السابق ضعيف إلّا أنّهم أجازوا العمل به لأمرين:
  • أوّلهما: أنّ للحديث شواهد وطرق يتقّوى بها.
  • ثانيهما: أنّ الحديث في فضائل الأعمال ويجوز العمل بالحديث الضعيف إذا كان في فضائل الأعمال وكان مندرجاً تحت أصلٍ ثابتٍ.
  • ثانيهما: ذهب بعض العلماء إلى القول بعدم مشروعية صلاة الحاجة؛ وذلك لأنّ العبادات في أصلها أمور توقيفية، ولا يجوز القول بمشروعية عبادة إلّا إذا ثبتت بالدليل الصحيح، وهو ما لم يتحقق في صلاة الحاجة حيث أنّها وردت في أحاديث ضعيفة.[٤]


دعاؤها

يعمد المسلم بعد التسليم من ركعتي صلاة الحاجة إلى التوجه إلى الله -تعالى- بالثناء عليه والصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ يسأل الله -تعالى- حاجته، وقد وردت صيغ متعددة لدعاء صلاة الحاجة يذكره المسلم قبل سؤال الله حاجته ومنها ما يأتي:[٦]

  • (اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ).[٧]
  • (اللهم إني أسألُك و أتوجَّه إليك بنبيِّك محمدٌ ، نبيُّ الرحمةِ ، يا محمدُ إني توجهتُ بك إلى ربِّي في حاجتي هذه لِتُقضى لي ، اللهمَّ فشفِّعْه في).[٨]
  • (لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إِثْمٍ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، لا تَدَعْ لي ذَنْبًا إلا غَفَرْتَهُ، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَهُ، ولا حاجةً هي لك رِضًى إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ).


أمور متعلقة بصلاة الحاجة

  • جواز تأدية صلاة الحاجة في جماعة؛ وذلك لكونها صلاة تطوع حيث ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه تطوع جماعة وفرادى وإن كان أكثر تطوعه منفرداً.[٩]
  • عدم جواز تأدية صلاة الحاجة في أوقات النهي، مثل: بعد صلاتي الفجر والعصر، وحين شروق الشمس واستوائها، حيث ثبت بالدليل الشرعي عدم جواز التنفل في هذه الأوقات.[١٠]


المراجع

  1. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 211. بتصرّف.
  2. مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 27. بتصرّف.
  3. رواه الالباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:1278 ، ضعيف جدا.
  4. ^ أ ب "صفة صلاة الحاجة"، اسلام ويب، 30-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2021. بتصرّف.
  5. "صلاة الحاجة ركعتان غير الفريضة مع الدعاء"، اسلام ويب، 15-8-2001، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2021. بتصرّف.
  6. النووي، الأذكار، صفحة 184. بتصرّف.
  7. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:938 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عثمان بن حنيف، الصفحة أو الرقم:1279 ، صحيح.
  9. "حكم أداء صلاة الحاجة والتسابيح في جماعة"، اسلام ويب، 15-6-2013، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2021. بتصرّف.
  10. "الأوقات المنهي عن الصلاة فيها"، اسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2021. بتصرّف.