يُؤدّى التشهُّد في صلاة المغرب مرَّتَين؛ وفيما يأتي بيان ذلك:[١][٢]
- التشهُّد الأوّل: ويسمى بالتشهد الأوسط، ويكون في الركعة الثانية بعد الانتهاء من السجدة الثانية، حيث يجلس ويقرأ فيه: (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ)،[٣]
- التشهد الثاني: ويسمى بالتشهد الأخير، ويكون في الركعة الثالثة بعد الانتهاء من السجدة الثانية، فيجلس ويقرأ تحيات الصلاة، كما قرأها في تشهده الأول، ويزيد قراءة الصلاة الإبراهيمية، ومن صيغها: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٤]
كيفية أداء صلاة المغرب
عدد ركعاتها
تؤدى فرض صلاة المغرب ثلاث ركعات، سواء كان المصلي مقيماً أو مسافراً، حيث إن صلاة المغرب لا يجوز القصر فيها، ويجهر المصلي في القراءة في الركعتين الأوليين، ويسرّ القراءة في الركعة الأخيرة، ويجلس للتشهد مرتين، كما تم بيانه سابقاً،[٥] وعند الانتهاء من فرض المغرب، يسنّ للمصلي أن يؤدي ركعتين سنة، حيث إنها راتبة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء في الحديث: (ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ ، أو : إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ :أربعًا قبلَ الظهرِ ، و ركعتَين بعدَها ، و ركعتَين بعد المغربِ..).[٦][٧]
القراءة فيها
يسنّ للمصلي أن يقرأ في صلاة المغرب من قصار المفصل وطواله من القرآن الكريم، اقتداءً بهديه صلى الله عليه وسلم، والمفصّل يبدأ من سورة الحجرات وينتهي بآخر سورة من القرآن الكريم سورة الناس، فطواله من سورة الحجرات إلى سورة النبأ، وقصاره من سورة الضحى إلى سورة الناس، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بسور غير سور طوال المفصل وقصاره، مثل سورة الطور، والصافات، والدخان، والمرسلات، حتى روي عنه أنه قرأ سورة الأعراف، حيث جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ قرأَ في صلاةِ المغربِ بسورةِ الأعرافِ فرَّقَها في رَكعتين).[٨][٩]
وقت أدائها
يبدأ وقت صلاة المغرب عند تكامل غروب الشمس باتفاق الفقهاء، حيث جاء في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (فصلَّى المغربَ حينَ وجبت الشمسُ)،[١٠] أي غربت الشمس، واتفقوا أنه ينتهي وقت صلاة المغرب عند مغيب الشفق الأحمر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ووَقْتُ صَلاةِ المَغْرِبِ ما لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ)،[١١] ويقصد بالشفق الأحمر بأنه الضوء الذي يخرج من جهة الغرب، عند مغيب الشمس، فإذا غاب الشفق الأحمر انتهى وقت صلاة المغرب، وبدأ وقت صلاة العشاء.[١٢]
المراجع
- ↑ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، صفحة 314. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:403 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة ، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
- ↑ أبو مالك كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 237-236. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:579، صحيح.
- ↑ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:990، صحيح.
- ↑ عبد الله البسام، توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 210. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:250، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612، صحيح.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 249. بتصرّف.