كم عدد الأشخاص في صلاة الجماعة؟

اتفق الفقهاء على أن صلاة الجماعة يكفي لانعقادها وحصول أجر الجماعة شخصان اثنان؛ الإمام وشخص واحد (المأموم)، حتى وإن كان المأموم امرأة، باستثناء صلاة الجمعة وصلاة العيدين، فلهما شروط أخرى، ودليل ذلك ما قاله الصحابي الجليل مالك بن الحويرث: (أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا الإقْفَالَ مِن عِندِهِ، قالَ لَنَا: إذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فأذِّنَا، ثُمَّ أَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُما أَكْبَرُكُمَا)[١]، إلا أنه كلما زاد عدد الأشخاص زاد الأجر والفضل.[٢][٣]


اشترط الفقهاء لانعقاد الجماعة أن يكون كل من الإمام والمأموم بالغين، فلا تنعقد الجماعة ولا تصح، إذا كان كل من الإمام والمأموم أو أحدهما صبي غير مميز، وأما إذا كان المأموم صبي مميز فاتفقوا على انعقاد الجماعة في صلاة النافلة، واختلفوا في صلاة الفرض، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٢][٣]

  • ذهب الحنفية، والشافعية، ورواية عن الإمام أحمد، إلى انعقاد الجماعة إذا كان المأموم صبياً مميزاً، ويحصل أجر الجماعة.
  • ذهب المالكية، ورواية عن الإمام أحمد، إلى عدم انعقادها إذا كان المأموم صبياً مميزاً، ولا يحصل أجر الجماعة.


صلاة الجماعة وحكمها

صلاة الجماعة من أجلّ العبادات، وأعظم الطاعات، فهي مظهر عظيم من مظاهر الإسلام، وهي الارتباط الحاصل بين صلاة الإمام والمأموم، وقد شرعت الجماعة للصلوات الخمس المفروضة، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وغيرها من الصلوات، فهي من أبرز مظاهرالمحبة والألفة بين المسلمين، وسبب للتعارف بينهم واجتماعهم، وتراحمهم، فتجتمع القلوب، وتصفو، وتزيد وحدة الأمة، وتشرع الجماعة في حق الرجال الأحرار العقلاء القادرين عليها، فلا تجب على النساء، ولا الصبيان، ولا العبيد، ولا المرضى أصحاب الأعذار، وإن أدّوها صحت الجماعة منهم وحصل فضل الجماعة،[٤] إلا أن الفقهاء قد اختلفوا في حكمها، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٥]

  • الحنفية والمالكية: ذهب الحنفية والمالكية إلى أن الجماعة سنة مؤكدة.
  • الشافعية: ذهب الشافعية إلى أن الجماعة فرض كفاية، إن أدّاها بعض المسلمين، سقط عن الباقي.
  • الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أن الجماعة فرض عين.


فضل صلاة الجماعة

يترتب على أداء صلاة الجماعة العديد من الفضائل، وفيما يأتي بيان بعض منها:[٦]

  • يضاعف الله تعالى أجرمن يصلي في جماعة إلى سبع وعشرين درجة عمَّن يصلي منفرداً.
  • يحفظ الله تعالى من يصلي في جماعة من الشيطان.
  • يزيد الله تعالى أجر وفضل من يصلي في جماعة، كلما كان عدد المصلين أكثر.
  • يبرئ الله تعالى من النار، ومن النفاق، لمن يحافظ على صلاة الجماعة لمدة أربعين يوماً، بشرط أن يدرك تكبيرة الإحرام.
  • يحفظ الله تعالى من يصلي صلاة الفجر في جماعة، حتى يمسي.
  • يكتب الله تعالى أجر عمرة تامة، وحجة تامة لمن يصلي صلاة الفجرفي جماعة، ثم يجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس.
  • يكتب الله تعالى أجر قيام الليل كله لمن يصلي صلاة العشاء، وصلاة الفجر في جماعة.
  • تجتمع الملائكة في صلاتي الفجر والعصر، ويشهدون على صلاة الجماعة، ومن يصليها.
  • يُدخل الله تعالى الجنة من يصلي صلاتي الفجر، والعصر في جماعة، ويحرمه على النار.
  • تدعو الملائكة لمن يصلي الجماعة، قبل الصلاة وبعدها.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:674، صحيح.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 169-170. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 281. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 169. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1165-1169. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجماعة، صفحة 31-47. بتصرّف.