عدد ركعات صلاة العصر
عدد ركعات صلاة العصر أربع ركعات من الفريضة، إذ إنها تؤدى كصلاة الظهر، حيث يجلس المصلي فيها للتشهد مرتين بعد كل ركعتين، وهي صلاة سرية، فالمصلي يخافت القراءة فيها، وهذا في حال الحضر والإقامة، أما في حال السفر، فتؤدى فرض صلاة العصر ركعتين فقط، وهو ما يسمى بقصر الصلاة، بحيث تصبح الصلاة الرباعية ثنائية، حيث جاء في صحيح البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[١] وليس لصلاة العصر سنة راتبة مؤكدة، إلا أن أهل العلم ذهبوا إلى استحباب أداء أربع ركعات قبل ركعات الفريضة، بتشهد واحد وتسليمة واحدة في نهاية الركعة الرابعة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رَحِمَ اللهُ امْرءًا صَلَّى قَبلَ العَصرِ أربَعًا).[٢][٣][٤]
وقت صلاة العصر
يبدأ وقت العصر عند خروج وقت الظهر، برفع أذان صلاة العصر، وهو عندما يصبح ظل كل شيء مثله، وهذا عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، حيث قال الحنفية أن وقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظل الشيء مثليه، وينتهي وقتها قبيل غروب الشمس باتفاق الفقهاء، وذلك لما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ)،[٥] وقال أكثر الفقهاء إلى كراهة تأخير صلاة العصر وأدائها عند اصفرار الشمس، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ)،[٦] إلا إذا كان هناك عذر أو ضرورة جاز أداؤها من غير كراهة، وأما إذا كان متعمداً في أدائها في هذا الوقت، فإنه يكون قد أدرك الوقت مع ترتب الإثم عليه، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في شأنه: (تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا)،[٧][٨][٩]
فضل صلاة العصر
صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي خصّها الله تعالى بالذكر في كتابه الحكيم وأمر بالمحافظة عليها، تمييزاً لهاعن غيرها، قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،[١٠] حيث إن دوام المحافظة على أداء صلاة العصر سبب لدخول الجنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[١١] والبردين هما صلاتا العصر والفجر، وحذر من تضييعها وتركها، وبيّن أن من تركها فقد حبط وبطل عمله، وذلك لما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال: (بَكِّرُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ).[١٢][١٣]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:350، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3493، حسن.
- ↑ ابن المنذر، الأوسط في السنن الإجماع والاختلاف، صفحة 318. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1061. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:579، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:622، صحيح.
- ↑ سعيد القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 166-167. بتصرّف.
- ↑ كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 239-240. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:238
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:635، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:594، صحيح.
- ↑ "الصلاة الوسطى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/9/2021. بتصرّف.