كم عدد ركعات صلاة الفجر؟
عدد ركعات فرض صلاة الفجر اثنتان وتشتمل على قيامين وتشهد واحد أخير.
- ويسبق ركعتي الفرض ركعتا سنة مؤكدة لم يتركهما النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ صلاة الفجر لا يدخلها شيء من رخص السفر حيث أنّها تُؤدّى في الإقامة والسفر ركعتين فلا تُقصر ولا تُجمع مع غيرها من الصلوات، كما أنّها تُؤدّى في وقتها فلا يجوز تقديمها عليه أو تأخيرها عنه،[٢]
- وقد اتفق الفقهاء على أنّ فرض صلاة الفجر من المواطن التي يسنّ الجهر بها في القراءة،[٣] كما ويسنّ الإطالة في ذلك، فإن كان فجر الجمعة فإنّه يُستحبّ القراءة فيه بعد الفاتحة بسورة السجدة في إحدى الركعتين، وسورة الإنسان في الركعة الأخرى، وأما سنة الفجر فيسنّ التخفيف فيها، فيستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.[٤]
وقت صلاة الفجر
اتفق الفقهاء على أنّه يبدأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق وهو الذي ينفسخ جنوباً وشمالاً من جهة الشرق ويفصل بين الخيط الأبيض وهو الصبح والخيط الأسود وهو الليل، وينتهي وقتها بطلوع الشمس وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ)،[٥] إلّا أنه قد تعددت آراؤهم في وقت الأفضلية لصلاة الفجر على قولين:[٦][٧]
- الجمهور: قالوا بأنّ وقت الأفضلية لصلاة الفجر هو عند الغلس، وهو وقت يكون فيه سواد الليل ممزوجاً ببياض الصبح، وقد استدلوا على ذلك بما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَاةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ، لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ).[٨]
- الحنفية: قالوا بأنّ وقت الأفضلية لصلاة الفجر هو عند الإسفار، وهو وقت ظهور النور وزوال العتمة، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسفِروا بالفَجْرِ فإنَّه أعظَمُ للأجرِ).[٩]
فضل صلاة الفجر
هناك العديد من الفضائل لصلاة الفجر مع الجماعة دلّت عليها النصوص الشرعية، ومن هذه الفضائل ما يأتي:[١٠]
- كون المسلم في حفظ الله -تعالى- ورعايته: حيث وعد الله تعالى من يصلي الفجر ويحافظ عليها الدخول في حفظه وضمانه، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).[١١]
- صلاة الفجر سبب لدخول الجنة والنجاة من النار: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلَى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[١٢] والبردين هما صلاتي الفجر والعصر، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ)،[١٣] ومعنى لن يلج أي لن يدخل.
- صلاة الفجر سبب في نيل أجر قيام ليلة: وذلك إن أداها في جماعة، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).[١٤]
- صلاة الفجر سبب في رؤية الله يوم القيامة: حيث أنّ رؤية الله -تعالى- ولذّة النظر إلى وجهه الكريم غاية كل المؤمن، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا)،[١٥] ويقصد بالصلاتين في الحديث؛ صلاة الفجر وصلاة العصر.
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهي على المذهب الشافعي، صفحة 128. بتصرّف.
- ↑ "صلاة الفجر لا تقبل رخص السفر"، اسلام ويب، 10-9-2002، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الاسلامي وأدلته، صفحة 883. بتصرّف.
- ↑ "كيف تؤدى ركعتا الفجر، وما هي السور التي تقرأ فيها؟"، طريق الاسلام، 7-11-2007، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612 ، صحيح.
- ↑ " وقت الأفضلية لصلاة الفجر"، دار الافتاء الأردني، 3-2-2013، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
- ↑ "بيان وقت صلاة الفجر"، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:578 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن رافع بن خديج ، الصفحة أو الرقم:1490، صحيح.
- ↑ أمين الشقاوي (20-8-2014)، "فضل صلاة الفجر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:657 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم:634 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:7434 ، صحيح.