صلاة العيد

صلاة العيد هي الصلاة التي يؤديها المسلمون يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وهي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، تؤدى شكراً لله تعالى بعد إتمام فريضتي صيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام، وهي من السنن المؤكدة التي رغبت الشريعة الإسلامية في أدائها وحثت على أدائها.[١]


كيفية صلاة العيد

اتفق جمهور الفقهاء على أن صلاة العيد تؤدى ركعتين، فقد جاء في حديث الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاةُ الأضحى ركعتان، وصلاةُ الجُمُعةِ ركعتان، وصلاةُ الفِطْرِ ركعتان، وصلاةُ المسافرِ ركعتان، تمامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، على لسانِ نبيِّكم وقد خاب مَنِ افْتَرَى)،[٢] فبعد عقد نية أداء صلاة العيد يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ثم يزيد في عدد التكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، فيكبر بعدها ثلاث تكبيرات عند الحنفية في الركعة الأولى والثانية، وست تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، عند المالكية والحنابلة، وأما الشافعية فيكبر بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس في الركعة الثانية، وكل هذه التكبيرات تؤدى بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، إلا في الركعة الثانية عند الحنفية حيث يكبر التكبيرات الثلاث بعد القراءة، وقد ورد العديد من الأحاديث التي تدل على مشروعية التكبير في صلاة العيد قول التابعي الجليل نافع مولى ابن عمر: (شهدتُ الأضحَى والفطرَ مع أبي هريرةَ فكبَّرَ في الركعةِ الأُولَى سبعَ تكبيراتٍ قبلَ القراءةِ وفي الآخرةِ خمسَ تكبيراتٍ قبلَ القراءةِ)،[٣] وتجدر الإشارة إلى أن هذه التكبيرات الزوائد سنة، ويستحب الإتيان بها إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نسيها المصلي أو أنقص منها لا تبطل الصلاة ولا تؤثر عليها، ويكمل صلاته، واتفق جمهور الفقهاء إلى استحباب قراءة سورة الأعلى بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى، وقراءة سورة الغاشية بعد سورة الفاتحة في الركعة الثانية، وقال المالكية أنه يندب قراءة سورة الشمس في الركعة الثانية بعد الفاتحة، وقال الشافعية أنه يسنّ قراءة سورة ق في الركعة الأولى، وسورة القمر في الركعة الثانية، وتؤدى صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة، ويسنّ أن ينادى لها الصلاة جامعة، قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ).[٤][٥][٦]


خطبة العيد

اتفق جمهور الفقهاء على أن خطبة العيد سنة، يستحب حضورها والاستماع إليها للاتباع والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، فقد جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن السائب رضي الله عنه أنه قال: (شهِدتُ العيدَ مع النَّبيِّ فلمَّا قضى الصلاةَ قال: إنَّا نخطُبُ فمَن أَحبَّ أن يَجلسَ للخُطبةِ فليجلسْ ومَن أحبَّ أنْ يذهبَ فليذهبْ)،[٧] فعند الانتهاء من صلاة العيد يقوم الإمام ويخطب خطبتين، ويجلس بينهما ليستريح عند جمهور الفقهاء خلافاً للحنفية، ويستحب التكبير في أول الخطبتي، فيكبر بتسع تكبيرات متوالية في الخطبة الأولى، وسبع تكبيرات متوالية في الخطبة الثانية عند جمهور الفقهاء، خلافاً للمالكية الذين قالوا يستحب أن يكبر في الخطبتين دون تحديد عدد معين، ويستحب للإمام أن يرغب المسلمين في الخطبة بالطاعات والصدقات، ويذكرهم بأحكام زكاة الفطر في خطبة عيد الفطر، وفي خطبة عيد الأضحى بأحكام الأضحية.[٨][٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 178. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن خزيمة، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1425، إسناده صحيح.
  3. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم:3/110، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:962، صحيح.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1395-1396. بتصرّف.
  6. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 660-661. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:629، صحيح.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1403-1404. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 662. بتصرّف.