ماذا يقرأ في صلاة التوبة؟
لم يثبت دليلٌ شرعيٌ يحدّد سوراً أو آياتٍ معينةً يقرأها المصلي في صلاة التوبة، فيجوز له أن يقرأ ما يشاء من سور القرآن الكريم وآياته.[١]
معلومات عن صلاة التوبة
التعريف بصلاة التوبة ومشروعيتها
صلاة التوبة هي من صلوات التطوع المسنونة، وهي عبارة عن ركعتين يؤديهما المسلم بنية التوبة عن ذنبٍ ارتكبه، وهي صلاة مشروعة باتفاق جماهير أهل العلم، حيث جاء في حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: ((كنتُ رجلًا إذا سَمِعْتُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حديثًا نفعَني اللَّهُ منهُ بما شاءَ أن ينفعَني، وإذا حدَّثَني أحدٌ من أصحابِهِ استَحلفتُهُ، فإذا حلَفَ لي صدَّقتُهُ، قالَ: وحدَّثَني أبو بَكْرٍ وصدقَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ، أنَّهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ: ما مِن عبدٍ يذنبُ ذنبًا، فيُحسنُ الطُّهورَ، ثمَّ يقومُ فيُصلِّي رَكْعتينِ، ثمَّ يستغفِرُ اللَّهَ، إلَّا غفرَ اللَّهُ لَهُ، ثمَّ قرأَ هذِهِ الآيةَ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ إلى آخرِ الآيةِ).[٢][٣]
كيفية أداء صلاة التوبة وشروطها
تؤدى صلاة التوبة كباقي الصلوات النوافل، من ناحية الأركان والشروط والواجبات، كما أنها تعتبر من النوافل التي لا يسنّ أداؤها في جماعة، حيث يشرع للمسلم أن يؤديها منفرداً.[٤]
وقت أداء صلاة التوبة
يؤدي المسلم صلاة التوبة عند عقده نية التوبة عن ذنوبه ومعاصيه التي اقترفها، وإرادته على عدم الرجوع إليها، وعزمه على تركها، فعندها يستغفر الله -عزّ وجلّ-، ويدعوه بالمغفرة والرحمة، فيتطهّر وينوي ركعتي التوبة، ويشرع فيها، ويسنّ له بعد الفراغ منه أن يستغفر الله -عزّ وجلّ-، حيث إن الصلاة من أفضل الطاعات وأعظمها، فقد ورد عن الصحابي الجليل أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من توضأ فأحسنَ الوضوءَ ثم قام فصلَّى ركعتَينِ ( أو أربعًا يشكُّ سهل ) يحسنُ فيهن الذِّكرَ والخشوعَ ثم يستغفرُ اللهَ غُفِرَ له).[٥][٦]
وعليه، فإنه يكون وقت أداء صلاة التوبة جميع أوقات اليوم، حتى في الأوقات التي نهى الإسلام عن الصلاة فيها، لأنها صلاة نافلة ذات سببٍ، فتشرع في أي وقتٍ بمجرد التوبة، سواء مرّ وقت طويل على ارتكابه الذنب، أو تاب مباشرة بعد ارتكابه، وسواء كان الذنب من الصغائر، أو كان من الكبائر، فكل ذلك مشروع، كما يسنّ للمسلم عند توبته أن يجتهد في فعل الأعمال الصالحة، ويباشر في الإكثار من الطاعات والخيرات، رجاء قبول الله توبته، ومغفرة ذنوبه وتكفيرها، كالتصدق، والصيام، ونحو ذلك من الأعمال، حيث قال الله -تعالى-: (وإنّي لَغفّارٌ لِّمن تَابَ وآمَنَ وعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهْتَدَى).[٧][٨]
المراجع
- ↑ "ماذا تقرأ في صلاة التوبة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1521، حديث صحيح.
- ↑ "المَطلَبُ الرَّابع: صلاةُ التوبةِ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، صلاة التوبة والأحكام المتعلقة بها في الفقه الإسلامي، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:393، حديث حسن.
- ↑ عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، صلاة التوبة والأحكام المتعلقة بها في الفقه الإسلامي، صفحة 165-167. بتصرّف.
- ↑ "صلاة التوبة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:82