ما الفرق بين الفجر والصبح؟
- حريّ بالمسلم العلم بأنّ صلاة الفجر هي ذاتها صلاة الصبح ولا فرق بينهما، حيث إنّهما اسمان لمسمّى واحد ولصلاة واحدة، وليس ذلك فحسب، بل إنّ صلاة الفجر لها ثلاثة أسماء أخرى سوى صلاة الصبح وهي: صلاة الغداة، والصلاة الأولى، والصلاة الوسطى، إلّا أنّ إطلاق الاسم الاخير على صلاة الفجر فيه نظر،[١] لورود خلاف بين أهل العلم في ذلك.[٢][٣]
- وصلاة الفجر أو الصبح عبارة عن ركعتين مفروضتين، وتسبقهما ركعتان سنة يُطلق عليهما اسم سنة الفجر، أو سنة الصبح، أو ركعتي الفجر، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد ورد لفظ صلاة الفجر وصلاة الصبح في السنة النبوية، ومن ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)،[٤] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ).[٥][٣]
وقت صلاة الفجر
يبدأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق وهو الذي ينشق جنوباً وشمالاً من جهة الشرق، ويفصل بين الخيط الأبيض وهو الصبح والخيط الأسود وهو الليل، وينتهي وقت صلاة الفجر بطلوع الشمس وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ)،[٦] كما وقد بيّن العلماء أنّ الوقت المُستغرَق بين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس ساعة ونصف تقريبا، أمّا وقت الأفضلية لصلاة الفجر فقد تعددت آراء العلماء في ذلك كما يأتي:[٧][٨]
- الجمهور: قالوا بأنّ وقت الأفضلية لصلاة الفجر هو عند الغلس وهو ما يكون أول طلوع الفجر حينما يكون سواد الليل وظلمته ممزوجاً بالبياض، وممّا استدلوا به على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَاةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ، لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ)،[٩]
- الحنفية: قالوا بأنّ وقت الأفضلية لصلاة الفجر هو عند الإسفار في الفجر وهو الوقت الذي يظهر فيه النور وتزول ظلمة الليل وسواده، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَسْفِروا بالفجرِ فإنه أعظمُ للأجرِ).[١٠]
فضل صلاة الفجر
هناك العديد من الفضائل التي ينالها المسلم بأداء صلاة الفجر والمحافظة عليها، ومن ذلك ما يأتي:[١١]
- صلاة الفجر سبب في البقاء في ذمّة الله: أي أنّ من صلّى الفجر فقد تعهد الله -تعالى- بحفظه ورعايته وضمانه، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ).[١٢]
- صلاة الفجر سبب في دخول الجنة والنجاة من النار: فصلاة الفجر والمحافظة عليها سبب في الفوز بالجنة والنجاة من نار جهنم، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[١٣] والبردين هما صلاتي الفجر والعصر، وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ).[١٤]
- صلاة الفجر سبب في الأمن من آفة النفاق: فقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ صلاتي الفجر والعشاء ثقيليتان على نفس المنافق، وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلذم-: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ).[١٥]
المراجع
- ↑ زروق، شرح زروق على متن الرسالة، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 8911. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد المنجد، موقع الاسلام سؤال وجواب، صفحة 757. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:555 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612 ، صحيح.
- ↑ "بيان وقت صلاة الفجر"، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2021. بتصرّف.
- ↑ " وقت الأفضلية لصلاة الفجر"، دار الافتاء، 3-2-2013، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:578 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم:258 ، صحيح.
- ↑ أمين الشقاوي (20-8-2014)، "فضل صلاة الفجر"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:657 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة ، الصفحة أو الرقم:634 ، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، صحيح.