ما فضل صلاة العصر؟

صلاة العصر

صلاة العصر هي: الصلاة التي تؤدّى آخر ساعات النهار، فالعصر لفظٌ يطلق على آخر ساعات النهار، كما تسمّى صلاة العصر بصلاة العشيّ،^[١] وقد فُضّلت صلاة العصر على غيرها من الصلوات بالعديد من الأمور، وذلك ما سيتم بيانه في المقال.

ما فضل صلاة العصر؟

تترتّب العديد من الفضائل والأجور على صلاة العصر، فهي الصلاة الوسطى المذكورة في قول الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ)،^[٢] يؤيّد ذلك ما رود عن سُمرة بن جندب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (صَلاةُ الوُسطى صلاةُ العَصرِ)،^[٣] كما يُذكر أنّها:^[٤][٥]

• صلاةٌ مشهودةٌ؛ إذ تشهدها ملائكة الليل والنهار، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).^[٦]
• صلاةٌ يُكتب أجرها مرّتين لمَن أدّاها، استدلالاً بما ثبت في صحيح مسلم عن أبي بصرة الغفاري -رضي الله عنه-: (صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ العَصْرَ بالمُخَمَّصِ، فَقالَ: إنَّ هذِه الصَّلَاةَ عُرِضَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فمَن حَافَظَ عَلَيْهَا كانَ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ).^[٧]
• سببٌ من أسباب قبول العمل، وتركها سببٌ من أسباب حبوط وبطلان العمل، فقد ثبت في صحيح البخاري عن بُريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه-: (بَكِّرُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ)،^[٨] بالإضافة إلى أنّ تركها وعدم المحافظة عليها سببٌ من أسباب انعدام البركة في المال والأهل، فقد ثبت في الصحيح أيضاً أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ العَصْرِ، كَأنَّما وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ).^[٩]
• الصلاة التي عُظّم وقتها، فقد ورد عن جماعةٍ من السلف أنّ وقت صلاة العصر هو الوقت الذي لا بدّ فيه من الشهادة على الوصية إن وقعت فيه، وأنّه المُراد بقول الله -تعالى-: (تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّـهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ)،^[١٠] وذلك لعِظَم وقت العصر، فعلى سبيل المثال: فحلف اليمين وقت العصر أشدّ من اليمين في غيره من الأوقات؛ لحُرمة وقت العصر، يدلّ على ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ علَى سِلْعَةٍ لقَدْ أَعْطَى بهَا أَكْثَرَ ممَّا أَعْطَى وَهو كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ حَلَفَ علَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، لِيَقْتَطِعَ بهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ).^[١١]