صلاة الفجر

صلاة الفجر هي: الصلاة التي تؤدّى بعد رفع الأذان الثاني للفجر؛ أي آخر الليل، ةتسمّى أيضاً بصلاة الصُبح، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بعدّة مواضع، منها: قول الله -تعالى-: (وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا)،[١] وينال المسلم بسبب المحافظة عليها العديد من الأجور والفضائل المبيّنة في المقال الآتي.[٢]


ما فضل صلاة الفجر؟

تترتّب العديد من الفضائل والأجور على أداء صلاة الفجر، يُذكر أنّها:[٣][٤]

  • سببٌ لنيل وتحقيق الحفظ والرعاية والأمان في الدنيا والآخرة، فقد وُعد مَن صلّى الفجر الدخول في ذمّة الله -تعالى-؛ أي في ضمانه، فقد ثبت في صحيح مسلم عن جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ).[٥]
  • سببٌ للنجاة من نار جهنّم، والوقاية من العذاب فيها، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عُمارة بن رويبة أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ).[٦]
  • سببٌ لدخول الجنّة والتنعمّ بما أعدّ الله فيها من النعيم الخالد المُقيم، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٧] ويُراد بالبُردَين صلاتي الفجر والعصر.
  • سببٌ لشهادة الملائكة للعباد أمام الله -عزّ وجلّ-، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ وصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).[٨]
  • سببٌ لنيل النور التامّ الكامل يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يَومَ القِيامةِ).[٩]
  • عبادةٌ يُعادل أجرها وثوابها قيام ليلةٍ كاملةٍ إن أدّاها المسلم جماعةً وأدّى صلاة العشاء جماعةً أيضاً، فقد ثبت في الصحيح عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ).[١٠]
  • سببٌ للوقاية والأمن من النفاق والرِّياء، كما بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ).[١١]
  • فُضّلت صلاة الفجر على الدنيا وما فيها من شهواتٍ وملذاتٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).[١٢]


المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:78
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 319-318. بتصرّف.
  3. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (20/8/2014)، "فضل صلاة الفجر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. بتصرّف.
  4. يحيى بن موسى الزهراني، "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:657، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم:634، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:555، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:223، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، صحيح.