فرض الله تعالى على المسلم أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، وحدد لكل صلاة من هذه الصلوات عدد معين من الركعات، حيث يجب على المصلي أدائها كاملة من غير نقصان ولا زيادة، وبما إن الإنسان معرض للخطأ والنسيان في جميع أحواله، فقد يسهو المصلي في أثناء صلاته وينسى كم عدد الركعات التي أتى بها فينقص منها أو يزيد، كأن يؤدي صلاة الظهر ثلاث ركعات بدل أربع، ويترتب عليه تدارك ما نسيه من ركعات في الصلاة وأدائها حتى تصح صلاته وتقبل، سواء تذكر أنه نسي ركعة أو أكثر وهو في أثناء صلاته قبل السلام، أو تذكر بعد الانتهاء من السلام.
ماذا يترتب على نسيان عدد الركعات
وفي يأتي بيان ما يلزمه فعله:[١][٢]
- إن تذكر أنه نسي ركعة مثلاً وهو في أثناء الصلاة، فإن عليه أن يأتي بالركعة الناقصة قبل أن ينهي صلاته، ثم يتشهد ويسجد سجدتي السهو قبل السلام أو بعده، حيث لا يجوز للمصلي أن يسلم ويتم صلاته وهو على علم أن صلاته ناقصة في عدد الركعات.
- إن تذكر أنه نسي ركعة مثلاً بعد الانتهاء من الصلاة والسلام منها، فإن عليه أن يقوم ويكمل صلاته، ويأتي بالركعة الناقصة التي نسيها، فلا يعيد الصلاة بأكملها، بل يأتي بالركعة التي نسيها، ويلزمه سجود السهو بعد السلام أو قبله، وهذا بشرط ألا تطول المدة بين الصلاة وبين أدائه للركعة الناقصة، بحيث أنه تذكر نسيانه للركعة في الحال في مجلسه أو بعد قيامه بقليل من الخطوات، حيث ورد في الأحاديث النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم سلّم من بعض الصلوات قبل أن يتمّ ركعاتها كاملة، وقام ومشى ودخل على إحدى زوجات، ثم نبّهه بعض المصلين بذلك فرجع وأكمل صلاته بما بقي من الركعات، ولم يعدها، أما إن طال الفصل وتأخر ذكره للركعة الناقصة، كأن صلى الظهر ثلاث ركعات ولم يتذكر إلا عند العصر، ففي هذه الحالة يلزمه إعادة الصلاة الكاملة لطول الفصل.
عدد الركعات في كل صلاة
تختلف عدد ركعات الصلوات المفروضة بحسب الإقامة والسفر، وبيان ذلك كما يأتي:
- عدد ركعات صلاة المقيم: يصلي المقيم في اليوم واللية سبع عشرة ركعة من الفرائض؛ فصلاة الفجر ركعتان يجهر بالقراءة فيهما، وصلاة الظهر أربع ركعات يسّر بالقراءة فيهما، وصلاة العصر أربع ركعات يسرّ بالقراءة فيهما، وصلاة المغرب ثلاث ركعات يجهر بالقراءة في الركعتين الأوليين ويسرّ في الثالثة، وصلاة العشاء أربع ركعات يجهر بالركعتين الأوليين، ويسرّ بالركعتين الأخريين.[٣]
- عدد ركعات صلاة المسافر: يصلي المسافر في اليوم والليلة إحدى عشرة ركعة، وهي ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاث ركعات للمغرب، وركعتان للعشاء.[٤]
ودليل عدد ركعات صلوات المقيم والمسافر ما ثبت في صحيح البخاري من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حيث قالت: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ).[٥]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 7684. بتصرّف.
- ↑ "حكم نسيان ركعة أو أكثر في الصلاة والتذكر بعد ذلك "، فتاوى ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2021. بتصرّف.
- ↑ كمال بن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ سعيد القحطاني، صلاة المسافر وأحكامه في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:350، صحيح.