يبدأ وقت صلاة العصر حين يصبح ظلّ كلّ شيءٍ مِثله عند جمهور العلماء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وأبي يوسف، ومحمد من الحنفية، وحين يتضاعف حَجم الظلّ عند الإمام أبي حنيفة، بينما ينتهي وقتها قبل غروب الشمس،[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ أوقات الصلوات حُدِّدت في السنة النبويّة بحسب ما ورد عن النبيّ –عليه الصلاة والسلام- والذي جاءه به جبريل –عليه السلام- تحديداً دقيقاً لأوّل أوقاتها وآخرها.[٢]
صلاة العصر
تُعَدّ صلاة العصر إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في كلّ يومٍ، وهي تُؤدّى أربع ركعاتٍ.[٣]
وقت صلاة العصر
بَيَّن العلماء أوّل وقتٍ لصلاة العصر، وآخر وقت لها، وبيان ذلك آتياً:[١]
أول وقت صلاة العصر
يبدأ وقت صلاة العصر بانتهاء وقت صلاة الظهر، وقد اختلف العلماء في تحديد أول وقت صلاة العصر، وبيان اختلافهم آتياً:[١]
- المالكية والشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية: قالوا إنّ وقت صلاة العصر يبدأ حين يصبح ظِلّ كلّ شيءٍ مِثله.
- الإمام أبو حنيفة: قال إنّ وقت صلاة العصر يبدأ حين يصبح ظِلّ كلّ شيء مِثلَيه؛ أي أنّ حجم الظلّ يكون ضِعف الحجم الحقيقيّ للشيء.
آخر وقت صلاة العصر
يمتدّ وقت صلاة العصر إلى ما قبل غروب الشمس.
أفضل وقتٍ لصلاة العصر
يُفضَّل أداء صلاة العصر من أوّل الوقت إلى بداية اصفرار الشمس؛ إذ إنّه الوقت الذي صلّى فيه جبريل –عليه السلام- بالنبيّ –عليه الصلاة والسلام-.[٤]
حُكم أداء صلاة العصر في وقتها
تجب المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها المُحدّدة إلّا لعُذرٍ مُعتبَرٍ في الشرع؛ كالنوم، أو النسيان؛ قال –تعالى-: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"،[٥][٦] وقد خَصّ الله –تعالى- صلاة العصر بالذكر وسَمّاها بالصلاة الوُسطى؛ لأنّها تكون في وسط النهار؛ بين صلاتَي الفجر والظهر، وصلاتَي المغرب والعشاء؛ فقد قال –تعالى-: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ"،[٧] كما وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحثّ وترغّب في أداء الصلاة في وقتها، ومنها ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- أنّه قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَال: من صلّى البُردين دخل الجنة"،[٨] والمُراد بالبُردَين: صلاتَا الفجر، والعصر.[٩]
تأخير صلاة العصر
أجمع العلماء على تحريم تأخير الصلاة بشكل عام إلى حين انتهاء وقتها دون عُذرٍ شرعيٍّ مُعتبَرٍ؛ كالنوم، أو النسيان، أمّا تأخير أدائها إلى آخر وقتها فهو خِلاف الأولى والأفضل؛ إذ تجدر بالمسلم المبادرة إلى أداء الصلاة فَور دخول وقتها المُحدّد شَرعاً، كما تجدر الإشارة إلى كراهة تأخير الصلوات إلى أواخر أوقاتها.[١٠]
قضاء صلاة العصر
يجب على المسلم أن يقضي صلاة العصر على الفَور إن فاته وقتها دون أن يؤدّيها؛ وذلك إن فاتَته بعُذرٍ، كالنوم، أو النسيان، أو غيرهما.[١١]
المراجع
- ^ أ ب ت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 312-314. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 663. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 21-22. بتصرّف.
- ↑ محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ↑ محمد إسماعيل المقدم، لماذا نصلي، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:238
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:574، صحيح.
- ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويت، الموسعة الفقهية الكويتية، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ عبدالمنعم الرفاعي (2012-06-01)، "قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-01. بتصرّف.