إنّ الصلاة عبادةٌ من أجلّ العبادات، يؤدّيها المسلم؛ فيكون أثناء أدائها أكثر قربًا من الله -تعالى-، وقد خصّها الله بعظيم الثواب والأجر، ولها فضائل وفوائد تعود على المسلم في دنياه وآخرته، ومنها أنّها ناهيةٌ له عن السوء لقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)،[١] والصلاة في الشرع منها ما هو فرضٌ واجبٌ على كلّ مسلمٍ مكلَّفٍ، وتتمثّل في الصلوات الفرائض الخمسة، ومنها ما هو نافلةٌ، يؤدّيها المسلم زيادةً على الفرائض؛ تطوّعًا،[٢] وآتيًا بيانٌ لأنواع الصلوات غير المفروضة.


أنواع الصلوات غير المفروضة

إنّ للصلوات غير المفروضة أو صلوات التطوّع أقسامًا عدَّةً، تبعًا لاعتباراتٍ مختلفة،[٣] وفيما يأتي بيان هذه الأقسام وما يندرج تحتها.


السنن الدائمة

وهي الصلوات المسنونةٌ التي يؤدّيها المسلم بشكلٍ دائمٍ في يومه وليلته، ومنها:[٣]

  • السنن الرواتب: وهي السنن المتعلّقة بالصلوات المفروضة والتابعة لها؛ بحيث تؤدّى قبلها أو بعدها، وهي اثنتا عشرة ركعةً: ركعتان قبل فرض الفجر، وأربع ركعاتٍ قبل فرض الظهر واثنتان بعده، وركعتان بعد فرض المغرب، ومثلهما بعد فرض العشاء، وللسنن الرواتب فضلٌ عظيمٌ، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ).[٤][٥]
  • الوتر: وهي سنَّةٌ مؤكَّدةٌ عند جمهور الفقهاء، ووقتها من بعد أداء صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، وسمّيت بالوتر؛ لأنّ عدد ركعاتها وترٌ -أي فرديَّةٌ-؛ فتؤدّى بركعةٍ أو ثلاثٍ.[٦]
  • الضحى: وهي من الصلوات المستحبَّة، أقلها ركعتان وأكثرها ثمانيةٌ، ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس في السماء قدر رمحٍ إلى أن تزلّ الشمس، ولها فضلٌ عظيمٌ، كما جاء في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).[٧][٨]


التطوع المطلق

ويُقصد به النوافل التي يؤدّيها المسلم تطوعًا منه، وليست مرتبطةً أو متعلِّقةً بسببٍ، ومثالها: قيام الليل، ويطلق عليه التهجّد، وهي الصلاة النافلة التي تؤدّى من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، وقد امتدح الله -تعالى- عباده الذين يقيمون الليل، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٩] وقيام الليل في حقّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- واجبٌ، وفي حقّ سائر المسلمين نافلةٌ مستحبَّةٌ.[١٠]


النوافل ذوات السبب

وهي النوافل التي يؤدّيها المسلم لأسبابٍ مخصوصةٍ عند حصولها، ومنها:[١١]

  • تحيَّة المسجد: وهي ركعتان يؤدّيهما المسلم إذا دخل المسجد قبل إقامة الصلاة.
  • سنّة الوضوء: يسنّ للمسلم إذا توضَّأ أن يصلي ركعتين سنّة الوضوء.
  • صلاة الاستخارة: وهي ركعتان من غير الفريضة، يؤدّيها المسلم عند الإقدام على أمرٍ، أو عند الحيرة في اتخاذ قرارٍ ما.



مواضيع أُخرى:

النوافل: ما هي؟ وكيف تُصلى؟

ما هي الصلوات المسنونة؟

المراجع

  1. سورة العنكبوت، آية:45
  2. محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 9-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعيد بن وهب القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 24-25. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبية أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:728، حديث صحيح.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 589-591. بتصرّف.
  6. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 350. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720 ، حديث صحيح.
  8. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 208-210. بتصرّف.
  9. سورة الفرقان، آية:64
  10. سعيد بن وهف القحطاني، قيام الليل، صفحة 5-7. بتصرّف.
  11. سعيد بن وهب القحطاني، صلاة التطوع، صفحة 159-165. بتصرّف.