استفتاح الصلاة

الاستفتاح لغة مصدر من الفعل استفتح وهو الإعلان عن بداية الشيء،^[١] أمّا دعاء استفتاح الصلاة: فهو الدعاء الذي يعمد المسلم إلى قوله بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة مفتتحاً به صلاته،^[٢] وقد اتفق جمهور العلماء على أنّ دعاء الاستفتاح من سنن الصلاة، وممّا استدلوا به على ذلك ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً - قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً - فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ)،^[٣][٤] وفيما يأتي بيان لصيغ دعاء الاستفتاح، وفضائله.

صيغ دعاء استفتاح الصلاة

هناك العديد من صيغ دعاء الاستفتاح التي تضمنتها الأحاديث النبوية، ومنها ما يأتي:^[٥]

• ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا استَفتَحَ الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك، وتبارَكَ اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك).^[٦]
• ما ثبت عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).^[٧]
• ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً - قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً - فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).^[٣]

فضائل دعاء الاستفتاح

هناك العديد من الفضائل لدعاء الاستفتاح منها ما يأتي:^[٨]

• احتواء ألفاظ دعاء الاستفتاح بصيغه المتعددة على مدح الله -تعالى- والثناء عليه، وهو ما يليق استفتاح الصلاة بذلك فالمدح والثناء بوابة الملوك، والله -سبحانه وتعالى- ملك الملوك.
• احتواء ألفاظ دعاء الاستفتاح بصيغه المتعددة على ما يُظهر ذلّ العبد وافتقاره وضعفه وحاجته إلى الله -تعالى-، وذلك أدعى لنيل رحمته -سبحانه- ومغفرته.
• احتواء ألفاظ دعاء الاستفتاح بصيغه المتعددة على ما يُظهر الاعتراف والإيمان بربوبية الله -تعالى- القائم بشؤون العباد وحاجاتهم، وأنّ العبد لا يملك من أمره شيء، ولا يمكنه التصرّف بشيء إلّا فيما يرضي ربه -تعالى-.