ما هو التشهد في الصلاة؟
التّشهد في الصلاة: هو ذكر مخصوص، في موضع مخصوص في الصلاة، وسمي تشهداً لاشتماله على الشهادتين، ويطلق عليه اسم الدعاء بسبب اشتماله على أدعية، وله صيغ عديدة منها: (التَّحِيَّاتُ المُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ).[١][٢][٣]
أنواع التشهد في الصلاة
تشتمل الصلاة على تشهدين اثنين وهما: التشهد الأول والتشهد الثاني،[٤] وبيانهما كالآتي:[٥][٦]
التشهد الأول
وهو التشهد الذي يكون بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية في الصلوات الرباعية؛ كالظهر والعصر والعشاء، والصلوات الثلاثية؛ وهي صلاة المغرب، ويسمى أيضاً بالتشهد الأوسط، وقد تعددت آراء الفقهاء في حكمه، وفيما يأتي بيان ذلك:[٧]
- جمهور الفقهاء: ذهب كلٌّ من الحنفية والمالكية والحنابلة، أن التشهد الأول واجب من واجبات الصلاة، يجب أداؤه، وتبطل الصلاة إن تركه عمداً وقصداً، وأما إن تركه سهواً ونسياناً فيجب عليه أن يسجد ركعتين للسهو في آخر صلاته.
- الشافعية: ذهب الشافعية إلى القول أن التشهد الأول هو سنة من سنن الصلاة، فإن تركه المصلي سهواً أو عمداً، لا شيء عليه.
التشهد الثاني
- وهو التشهد الذي يؤدى بعد السجود الثاني من الركعة الرابعة في الصلوات الرباعية؛ كالظهر والعصر والعشاء، ومن الركعة الثالثة لصلاة المغرب، ومن الركعة الثانية للصلوات الثنائية؛ كصلاة الفجر، وصلاة النافلة، ويسمى أيضاً بالتشهد الأخير.
- ويزيد المصلي على التشهد قول الصلاة الإبراهيمية، وهي: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٨]
- ويعد التشهد الأخير ركن من أركان الصلاة، حيث تبطل الصلاة بتركه سهواً كان أو عمداً، وإن كان المصلي قد نسيه وسلّم ثم تذكره فوراً، فإنه يجلس في الحال ويتشهد، ويسلّم، ثم يسجد للسهو سجدتين، ويسلم مرة أخرى، أما إن طال الفصل، ولم يتذكره حالاً، فعليه إعادة الصلاة.[٩]
معاني ألفاظ التشهد
فيما يأتي بيان معاني ألفاظ التشهد ودلالاته:[١٠]
- التحيات لله: التحيات جمع تحية، ومعناها البقاء والعظمة والملك لله وحده، والمقصود هو الثناء على الله تعالى، والعلم بأنه الملك المستحق لكل التحيات من الخلق.
- المباركات: الثناء النامي والكثير من الله تعالى.
- الصلوات: وهي الصلوات مفروضة الخمس، وغيرها من العبادات.
- الطيبات: الأعمال الصالحة التي يُقصد بها وجه الله تعالى.
- السلام عليك أيها النبي: أي سلام موجّه من الله تعالى والأنبياء الذين قبله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- علينا: أي السلام على من حضر الصلاة من الإمام والمأموم والملائكة وغيرهم.
- عباد الله الصالحين: هم عباد الله الذين يقومون بواجباتهم لله من عبادة وطاعة، ويؤدون الحقوق لغيرهم ولا يعتدون عليهم.
- رسول الله: وهو المبلغ للرسالة، والمبين لما يجب الالتزام به أو تركه.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:403، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ محمد بن علان الصديقي ، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، صفحة 314. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي ، شرح زاد المستقنع، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الدروس المهمة لعامة الأمة، صفحة 14-15. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 279. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
- ↑ "نسي التشهد الأخير وسلم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 855. بتصرّف.