التلحين لغة مصدر من الفعل لحّن وهو تأدية الكلام وِفق الألحان الموسيقية، أو الخطأ في النطق، أمّا تلحين الأذان: فهو تأدية الأذان مُلحّناً فيه نوع من التطريب والتزيين والتحسين،[١][٢] وفيما يأتي بيانٌ لأنواع التلحين في الأذان، وحكم كل منها.


التلحين في الأذان

التلحين في الأذان نوعان، بيانهما كما يأتي:


التلحين المشروع

وهو تحسين الصوت وترقيقه في الأذان وَفق الأمر الطبيعي بعيداً عن التكلّف والتصنّع والمبالغة، بحيث لا يؤدي ذلك إلى الإخلال بالأذان بتغيير كلماته، أو حروفه بالزيادة أو النقصان، وهذا النوع من التلحين مشروع، فقد اختار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بلال بن رباح -رضي الله عنه- أن يكون مؤذناً ينادي الناس للصلاة؛ لِما حباه الله -تعالى- من صوت نديٍّ وشجيٍّ، ولأنّ الأذان دعوة إلى الله -تعالى- ويجب أن يكون ذلك بصوتٍ وأسلوبٍ حسنٍ، حيث قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ).[٣][٤][٢]


التلحين الممنوع

وهو التغني بالأذان والتكلّف والتصنعّ والمبالغة فيه، ويكون وِفق إيقاعاتٍ مخصوصةٍ تؤدي إلى الإخلال بكلماته وحركاته وحروفه، بالزيادة أو النقصان، وينقسم هذا التلحين إلى قسمين كما يأتي:[٢]

  • القسم الأول: تلحينٌ يكون وِفق إيقاعاتٍ موسيقيةٍ موزونةٍ معدودةٍ ومحددةٍ، وقد اتفق العلماء على تحريم هذا النوع من التلحين.
  • القسم الثاني: تلحين يُفضي إلى تغيير ألفاظ الأذان وهذا التلحين نوعان:
  • أوّلهما: تلحين يُفضي إلى تغيير ألفاظ الأذان ويحيل المعنى ويُغيّره، وقد اتفق العلماء على تحريم هذا النوع من التلحين، ومن الأمثلة عليه:
  • جعل همزة لفظ "الله" ولفظ "أكبر" همزة استفهام نحو"آلله؟" "آكبر؟".
  • مد حرف الباء في لفظ "أكبر" حتى تصبح "أكبار" وهي الطبول.
  • الوقوف على لفظ "لا إله" والابتداء بلفظ "إلا الله".
  • ثانيهما: تلحين يُفضي إلى تغيير ألفاظ الأذان ولا يحيل المعنى ويُغيّره، وقد اتفق العلماء على عدم مشروعيته، وذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والصحيح عند الحنابلة إلى القول بكراهته، وممّا استدلوا به على ذلك أنّ هذا التلحين لم يأتي به السلف وإنّما من جاء بعدهم، كما أنّ هذا التلحين يُنافي الخشوع والوقار، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحنابلة في وجه عندهم قالوا بحرمة هذا النوع من التلحين مستدلين بما سبق لكنّهم حملوا ذلك على التحريم، ومن الأمثلة على هذا التلحين ما يأتي:
  • زيادة مقدار المد الطبيعي عن حركتين في بعض الألفاظ مثل "الله"، "إله"، "على".
  • إشباع حركة الضمة في لفظ "أشهد" حتى تصبح "أشهدو".
  • إطالة الشدّة في بعض الألفاظ نحو: محمّد، إلّا الله.
  • تشديد حرف النون في لفظ " أشهد أن لا إلا الله" والصواب ترك ذلك بتسكين النون وغدغامها في حرف اللام.
  • الإتيان بمدّ بعض الألفاظ التي ليس بها مد نحو: الصلاة، والفلاح، فتصبح: الصالاة، الفالاح.
  • إشباع حركة الكسرة في بعض الألفاظ نحو: إله، إلا فتصبح: إيلاه، إيلا.



المراجع

  1. "تعريف و معنى تلحين في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت تركي السفياني (11-7-2019)، "تلحين الأذان وتطريبه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2021. بتصرّف.
  3. سورة فصلت، آية:33
  4. سعيد مسفر، من أسباب عذاب القبر، صفحة 33. بتصرّف.