يعرف الجمع في الصلاة بأن يضم المصلي صلاتين مع بعضهما البعض في وقت إحداهما، وذلك لسبب شرعيّ، أباح الجمع، والجمع في الصلاة نوعان، وهما:[١]

  • جمع تقديم: وهو أن يؤدي المصلي صلاة العصر في وقت صلاة الظهر، أو يؤدي المصلي صلاة العشاء في وقت صلاة المغرب، فيصلي صلاة الظهر أولاً ثم صلاة العصر، ويؤدي صلاة المغرب أولاً ثم صلاة العشاء.
  • جمع تأخير: وهو أن يؤدي المصلي صلاة الظهر في وقت صلاة العصر، أو يؤدي صلاة المغرب في وقت صلاة العشاء، فيصلي الظهر أولاً ثم العصر في وقت العصر، ويصلي المغرب أولاً ثم العشاء في وقت العشاء.


وتجدر الإشارة إلى أن الجمع لا يباح إلا بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء، فلا يجوز جمع صلاة الفجر مع صلاة أخرى، كأن يجمعها مع الظهر أو مع العشاء، وكذلك لا يجوز الجمع بين صلاتي العصر والمغرب.


حكم الجمع في الصلاة

أجمع الفقهاء الأربعة على مشروعية الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم في عرفة، ومشروعية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير في مزدلفة، وهذا بالنسبة للحاج فقط، مستدلين على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما حجّ حجة الوداع، وتعددت آراؤهم في المواضع الأخرى غير عرفة ومزدلفة، وبيان آرائهم كما يأتي:[٢]

  • جمهور الفقهاء: اتفق جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الجمع في الصلاة في غير موضعي عرفة ومزدلفة، إذا وُجد سبب للجمع، استدلالاً بما رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، فقال: (أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوةِ تبوكٍ، إذا ارتحلَ قبلَ زيغِ الشمسِ، أخَّرَ الظهرَ إلى أن يجمعَها إلى العصرِ، فيصليهِما جميعًا ، وإذا ارتحلَ بعدَ زيغِ الشمسِ، عجَّلَ العصرَ إلى الظهرِ، وصلى الظهرَ والعصرَ جميعًا ، ثم سار. وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاَِّها مع المغربِ).[٣]
  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى القول بعدم جواز الجمع في غير موضعي عرفة ومزدلفة، حيث لا يجوز الجمع في غيرهما، استدلالاً بما رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم يصلِّي الصَّلاةَ لوقتِها ، إلاَّ بجمعٍ وعرفاتٍ)،[٤] والمقصود بجمع مزدلفة.


شروط الجمع في الصلاة

فيما يأتي بيان شروط جمع التقديم والتأخير:[٥]


شروط جمع التقديم

يشترط لجواز جمع التقديم عدة شروط، وهي:

  • النية: فلا بد للمصلي الذي يريد أن يجمع بين صلاتين أن ينوي نية الجمع، وذلك بأن يستحضر نية الجمع عند البدء بالصلاة الأولى، ويجوز في أثنائها.
  • الترتيب: فلا بد للمصلي عند الجمع أن يراعي ترتيب الصلوات، فيبدأ بالصلاة الأولى، فيبدأ بالظهر قبل العصر، وبالمغرب قبل العشاء.
  • الموالاة: وذلك بألا يفصل بين أداء الصلاتين بفاصل طويل، فيصلي الصلاتين متتاليتين لا يفصل بينهما بزمن طويل، وإلا بطل الجمع، أما إذا كان بينهما زمن يسير فلا يضر.
  • دوام العذر: وأعذار الجمع، كالسفر والمرض، والمطر ونحوه، فلا بد أن يستمر هذا العذر منذ الابتداء بالصلاة الأولى وانتهائها، حتى الافتتاح بالصلاة الثانية.


شروط جمع التأخير

يشترط لجواز جمع التأخير شروط، وهي:

  • النية: فلا بد أن ينوي نية الجمع في وقت الصلاة الأولى، قبل أن ينتهي وقتها ويدخل وقت الصلاة الثانية، فإن لم ينوِ في وقت الصلاة الأولى، اعتبرت قضاءً.
  • الترتيب: فلا بد أن يراعي الترتيب بين الصلوات.
  • دوام العذر: فلا بد أن يستمر عذر الجمع إلى حين دخول وقت الصلاة الثانية، وهذا عند الحنابلة، أما الشافعية فاشترطوا أن يستمر العذر إلى حين الانتهاء من أداء الصلاتين كاملتين.


المراجع

  1. محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 1554. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1372-1374. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3010، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 287-288. بتصرّف.