تُعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وآكدها، وقد فَرضها الله -تعالى- على المسلمين بواسطة نبيّهم محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وجعلها عمود الإسلام؛ ولذلك كان الحرص عليها مطلوباً دائماً من المسلم؛ في حَضره وسَفره، وأَمنه وخَوفه، وصِحّته ومَرضه.[١][٢]


معنى الصلاة وحُكمها

يمكن تعريف الصلاة لغةً واصطلاحاً على النحو الآتي:[٣]

  • الصلاة لغةً: الدعاء.
  • الصلاة اصطلاحاً: أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.


حُكم الصلاة

تُعَدّ الصلاة فرض عَينٍ على كلّ مُكلَّفٍ شرعاً من المسلمين، وقد دلّ على فرضيّتها ما ورد في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة الشريفة، وإجماع العلماء جميعهم على ذلك.[٢]


كيفيّة أداء الصلاة

تُؤدّى الصلاة باتِّباع الخطوات الآتية:[٤]

  • التأكُّد من طهارة الجسد، والمكان، والثوب، والوضوء.
  • التأكُّد من دخول وقت الصلاة.
  • استقبال القِبلة؛ وهي الكعبة المُشرَّفة.
  • عقد النيّة في القلب على أداء الصلاة.
  • أداء تكبيرة الإحرام؛ وذلك بقول: "الله أكبر"، مع رفَع اليدَين إلى ما يقابل الكتفَين أو الأُذنَين، والنظر إلى مَوضع السجود.
  • قراءة دعاء الاستفتاح؛ ومن صِيغه المأثورة: "اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ"،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أكثر من صيغة لدعاء الاستفتاح.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ وذلك بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
  • البسملة؛ بقول: "بسم الله الرحمن الرحيم".
  • قراءة سورة الفاتحة.
  • قراءة ما تيسّر من القرآن الكريم.
  • الركوع؛ بقول: "الله أكبر"، مع مُساواة الظهر، ووَضع اليدَين على الركبتَين.
  • تعظيم الله في الركوع؛ بقول: "سبحان ربي العظيم" مرّةً، ويُسَنّ تكرارها أكثر من مرّةٍ.
  • الرفع من الركوع مع قول: "سمع الله لمن حمده" للإمام، والمنفرد.
  • قول: "ربّنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيءٍ بعد" للإمام، والمأموم، والمنفرد.
  • السجود مع قول: "الله أكبر"، ويكون السجود على سبعة أعضاءٍ: الجبين مع الأنف، والركبتان، وبواطن اليدَين، وبواطن أصابع القدمَين.
  • الرَّفْع من السجود؛ بقول: "الله أكبر".
  • الجلوس بين السجدتَين وقول: "ربِّ اغفر لي وارحمني وعافِني وارزقني واهدِني واجبُرني".
  • أداء السجود الثاني كالأوّل.
  • القيام لأداء الركعة الثانية؛ بقول: "الله أكبر".
  • أداء الركعة الثانية كالأولى.
  • الجلوس للتشهُّد الأول في الصلاة التي تُؤدّى ثلاث ركعاتٍ أو أربع؛ وهو يُعَدّ التشهُّد الأخير في الصلاة التي تُؤدّى ركعتَين، ويكون بقول: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ".[٦]
  • الصلاة على النبيّ –عليه الصلاة والسلام-، وهو ما يُسمّى (الصلاة الإبراهيمية) بعد التشهُّد؛ بقول: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ".[٧]
  • التسليم عن اليمين واليسار بقول: "السلام عليكم ورحمة الله" في كلٍّ منهما.
  • القيام لأداء الركعة الثالثة، والركعة الرابعة بعد التشهُّد إن كانت الصلاة ثُلاثيّةً، أو رُباعيّةً.
  • أداء الركعتَين؛ الثالثة، والرابعة كسابقتَيهما دون قراءة ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة.
  • الجلوس بعد السجود الثاني من الركعة الثالثة في الصلوات التي تُؤدّى ثلاث ركعاتٍ؛ كصلاة المغرب، ومن الركعة الرابعة في الصلوات التي تُؤدّى أربع ركعاتٍ؛ كالظهر، والعصر، والعشاء؛ للتشهُّد، والصلاة الإبراهيميّة.
  • التسليم عن اليمين واليسار بعد الصلاة الإبراهيميّة؛ بقول: "السلام عليكم ورحمة الله" في كلٍّ منهما.


شروط الصلاة

تُشترَط في الصلاة عدّة أمورٍ؛ هي:[٨]

  • الإسلام: فالمسلم مأمورٌ بالصلاة.
  • العقل: فلا صلاة على فاقد العقل؛ كالمجنون، أو المُغمى عليه، وغيرهما.
  • التمييز: فلا يُؤمَر الصغير بالصلاة، بل يُؤمَر بها إن بلغ سبع سنواتٍ؛ استدلالاً بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "مُروا أبناءَكُم بالصَّلاةِ لسَبعِ سنينَ".[٩]
  • الطهارة: وذلك بإزالة النجاسة من الجسد، والثوب، والمكان.
  • سَتر العورة: وتمتدّ عورة الرجل من السرّة إلى الركبة، أمّا عورة المرأة فهي جميع جسدها إلّا وجهها وكَفّيها.
  • دخول وقت الصلاة.
  • استقبال القِبلة.
  • النيّة في القلب.


أركان الصلاة

يُعرَّف الركن بأنّه: ما يتركّب ويتكوّن منه أمرٌ من الأمور بحيث يكون جزءاً من أجزائه لا يمكن التخلّي عنه، وأركان الصلاة هي:[١٠]

  • القيام في أداء الفرض حال القُدرة عليه.
  • تكبيرة الإحرام؛ وهي التكبيرة الأولى في الصلاة؛ أي تكبيرة الدخول فيها.
  • قراءة سورة الفاتحة مُرتَّبة الآيات في كلّ ركعةٍ.
  • الركوع.
  • الرفع من الركوع ثمّ الاعتدال منه قياماً.
  • السجود على سبعة أعضاءٍ؛ وهي: الجبين مع الأنف، والكفّان، والركبتان، وأطراف القدمَين.
  • الرفع من السجود.
  • الجلوس بين السجدتَين.
  • الطمأنينة في أداء الأركان.
  • الجلوس للتشهّد الأخير.
  • التشهّد الأخير.
  • الصلاة على النبيّ –عليه الصلاة والسلام- بعد التشهّد الأخير.
  • الترتيب في أداء الأركان.
  • التسليم.


واجبات الصلاة

وهي الأمور التي تبطل الصلاة بسبب تركها عن قَصدٍ، بينما يُجبر الخلل الناتج عن السهو والجهل فيها بسجود السهو، وواجبات الصلاة هي:[١٠]

  • تكبيرات الصلاة جميعها ما عدا تكبيرة الإحرام التي تُعَدّ رُكناً من أركانها -كما تقدّم-.
  • تعظيم الله في الركوع.
  • قول: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع للإمام، والمنفرد.
  • قول: "ربنا ولك الحمد" بعد الاعتدال من الركوع للإمام، والمأموم، والمنفرد.
  • تعظيم الله في السجود.
  • قول: "ربّ اغفر لي" بين السجدتين.
  • الجلوس للتشهُّد الأوّل.
  • التشهُّد الأوّل؛ ويكون في الصلوات التي تُؤدّى ثلاث ركعاتٍ، أو أربعاً؛ إذ يُؤدّى بعد أداء أوّل ركعتَين.


سُنَن الصلاة

وتتفرّع إلى: سُنَنٍ قوليّةٍ، وفعليةٍ، و تجدر الإشارة إلى أنّ الصلاة لا تبطل بتَرك شيءٍ منها عَمداً أو سَهواً، ويُذكَر منها:[١٠]

  • رَفع اليدَين بما يُقابل المنكبَين (الكتفَين) أو الأُذُنين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، والرفع منه، وعند القيام من التشهّد الأوّل.
  • وضع اليد اليُمنى على اليُسرى، ووضعهما على الصدر.
  • النظر إلى موضع السجود في الصلاة.
  • قراءة دعاء الاستفتاح.
  • التعوُّذ بالله من الشيطان الرجيم.
  • البسملة.
  • قول: "آمين" بعد قراءة سورة الفاتحة.
  • قراءة ما تيسّر من القرآن بعد سورة الفاتحة في الركعتَين الأولَيَين.
  • الجهر بالقراءة في الصلاة الجهريّة، والإسرار في السرّية، مع الإشارة إلى أنّ الجهر يكون في صلاة الفجر، والركعتَين الأولَيَين من صلاتَي المغرب والعشاء، أمّا الإسرار فيكون في صلاتَي الظهر والعصر، والركعة الثالثة من المغرب، والركعتَين؛ الثالثة، والرابعة من العشاء.[١١]
  • السكوت قليلاً بعد الانتهاء من القراءة.
  • القَبض على الركبتَين حال الركوع مع التفريج بين الأصابع.
  • مُساواة الظهر مع الرأس في الركوع.
  • إبعاد اليدَين عن الجنبَين في الركوع.
  • تعظيم الله في الركوع والسجود أكثر من مرّةٍ.
  • قول: "ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيءٍ بعد"، بعد قول: "ربنا ولك الحمد".
  • وَضع الركبتَين قبل اليدَين عند السجود، ورَفع اليدَين قبل الركبتَين عند القيام منه.
  • ضَمّ أصابع اليدَين في السجود.
  • المُباعَدة بين أصابع القدمَين في السجود.
  • استقبال القِبلة في السجود بأصابع اليدَين والقدمَين.
  • الإكثار من الدعاء في السجود.


فضل الصلاة وأهميتها

للصلاة منزلةٌ عظيمةٌ في الإسلام؛ فهي تُعدّ:[١٢]

  • عمود الدين القائم عليه.
  • أوّل عملٍ يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة؛ استدلالاً بقول النبيّ –عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ".[١٣]
  • آخر ما أوصى به النبيّ –عليه الصلاة والسلام- المسلمين قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى؛ إذ قال: "الصلاةَ وما مَلَكتْ أيمانُكم، الصلاةَ وما مَلَكتْ أيمانُكم".[١٤]
  • سبباً لنَيل مَدح الله –تعالى- وثنائه كما ورد في عدّة مواضع؛ ومنها قول الله –تعالى-: "وَاذكُر فِي الكِتابِ إِسماعيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا*وكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا".[١٥]
  • أعظم رُكن من أركان الإسلام بعد الشهادتَين؛ لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- من أنّ النبيّ –عليه الصلاة والسلام- قال: "إنَّ الإسْلامَ بُنِيَ علَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصِيامِ رَمَضانَ، وحَجِّ البَيْت".[١٦]


المراجع

  1. مراد باخريصة، "الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "ما حكم الصلاة؟ وعلى من تجب؟"، طريق الإسلام، 8/2/2007، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2020. بتصرّف.
  3. عبدالمحسن العباد، شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 3. بتصرّف.
  4. عبدالله الزيد، تعليم الصلاة، صفحة 22-30. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:744، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7381، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
  8. عادل بن سعد، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 21-30. بتصرّف.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:11/36، إسناده صحيح.
  10. ^ أ ب ت سعيد بن وهف القحطاني، صلاة المؤمن، صفحة 234-243. بتصرّف.
  11. ناصرالدين الألباني، أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 413. بتصرّف.
  12. سعيد بن وهف القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام، صفحة 11-14. بتصرّف.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2020، صحيح.
  14. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك وأم سلمة وعبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3873، صحيح.
  15. سورة مريم، آية:54-55
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:16، صحيح.