خطبة الجمعة

اتفق جمهور الفقهاء على أن خطبة الجمعة من شروط صحة صلاة الجمعة، حيث لا تصح الصلاة من دونها، وقال جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة أنه يُشترط انعقاد خطبة الجمعة بخطبتين اثنتين يلقيهما الإمام قبل أداء الصلاة، وذلك لأن الخطبتين أقيمتا مقام الركعتين، فكل خطبة مقام ركعة، بينما ذهب الحنفية إلى القول أن الشرط هو خطبة واحدة فقط، وتعد الخطبة الثانية سنة، وذلك لأن خطبة الجمعة لا تقوم مقام الركعتين، وإنما تأخذ نصف الأجر والثواب.[١][٢]


أركان خطبة الجمعة

تتعدد آراء الفقهاء في أركان خطبة الجمعة، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[٣][٤]

  • الحنفية: ذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بأن لخطبة الجمعة ركن واحد فقط، يتمثل بذكر الله تعالى، سواء كان قليلاً أو كثيراً، كالتحميدة أو تسبيحة أو تهليلة، وقال الإمامان أبو يوسف القاضي ومحمد بن حسن الشيباني إلى أنه يشترط أنه يكون الذكر طويلاً، ليتحقق معنى الخطبة.
  • المالكية: ذهب المالكية إلى القول بأن لخطبة الجمعة ركن واحد فقط، وهو أقل ما يسمى خطبة عند العرب، ويتمثل بالترغيب والترهيب للحاضرين، كأن يقول: "اتقوا الله فيما أمر وانتهوا عما عنه نهى وزجر"، وإن سبّح أو هلّل أو كبّر، لم يُجزئ ذلك.
  • الشافعية: ذهب الشافعية إلى القول بأن لخطبة الجمعة خمسة أركان، وهي:
  • حمد الله تعالى، وتتعيّن بلفظ الحمد ولفظ الجلالة الله، فيقول: "الحمد لله".
  • الصلاة على النبي، وتتعين بصيغة الصلاة، وذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، أو ذكر صفة من صفاته.
  • الوصية بالتقوى.
  • الدعاء للمؤمنين في الخطبة الثانية.
  • قراءة آية مفهمة من القرآن الكريم، في إحدى الخطبتين، إلا أنه يسنّ أن تكون في الخطبة الثانية.
  • الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى القول بأن لخطبة الجمعة أربعة أركان، وهي:
  • حمد الله تعالى، بلفظ الحمد.
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بصيغة الصلاة.
  • الموعظة، وهو ما يُقصد من الخطبة.
  • قراءة آية كاملة من القرآن الكريم.


شروط خطبة الجمعة

يشترط لصحة خطبة الجمعة مجموعة من الشروط، بيانها كالآتي:[٥]

  • أن تكون الخطبة بعد دخول وقت صلاة الجمعة.
  • أن تلقى الخطبة قبل أداء صلاة الجمعة.
  • أن ينوي الخطيب أداء خطبة الجمعة، وهذا شرط عند الحنابلة والحنفية.
  • أن يحضر الخطبة العدد المعتبر في الشرع لانعقاد الخطبة، وقد اختلف الفقهاء في العدد الذي تنعقد به الخطبة، وفيما يأتي بيان ذلك:
  • الحنفية: قالوا تنعقد الخطبة بثلاثة رجال، أو برجل واحد غير الإمام.
  • المالكية: قالوا تنعقد الخطبة باثني عشر رجلاً.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا تنعقد بأربعين رجلاً.
  • أن يجهر الإمام في خطبته، بحيث يُسمع العدد المعتبر لانعقادها، فلا يصح أن تلقى سراً، وهذا شرط عند الجمهور عدا الحنفية.
  • أن تلقى الخطبة باللغة العربية.
  • أن يتابع ويوالي الإمام بين أركان الخطبة وأجزائها، وبين الخطبتين، الأولى، والثانية، وبين الخطبة الثانية والصلاة، فلا يفصل بين ذلك كله بفاصل زمني طويل


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 117. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1303. بتصرّف.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 354-355. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 177-178. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 178-181. بتصرّف.